العدد 2887
الجمعة 09 سبتمبر 2016
banner
قائد العمل الإنساني
الجمعة 09 سبتمبر 2016



في حدث دولي فريد، وفي مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وفي التاسع من سبتمبر من العام 2014م، قام “بان كي مون” الأمين العام لأكبر وأهم منظمة عالمية معنية بنشر السلام في العالم وهي الأمم المتحدة، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ هذه المنظمة، بتكريم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، ومنحه لقب “قائد العمل الإنساني”، كما تم تسمية الكويت “مركزًا إنسانيًّا عالميًّا”.
هو إنجاز خليجي عربي دولي بكل المقاييس يعكس نموذجًا جديدًا لقائد حريص على ترسيخ مفاهيم وقيم سامية للعمل الإنساني، في وقت قلما نجد فيه اهتمامًا بهذا الجانب الذي يكاد يندثر اندثارًا لا أمل في عودته إلا بالسير على خطى والتزام نهج الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي جعل من الكويت شريكًا فوق العادة للأمم المتحدة، لدعمه الدائم للعمل الإنساني العالمي وتعزيزه لشراكات دولة الكويت مع الوكالات الأممية وخاصة المعنية منها بالأعمال الإنسانية.
الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يؤمن بقيمة وأهمية فعل الخير الخالي من أي غرض باستثناء الحفاظ على الإنسان وسلامته وحمايته من أي ظروف غير طبيعية، فكانت العطاءات السخية لسموه والتي طالت كل ركن من أركان المعمورة بعيدًا عن أي أجندة سياسية أو مصلحة وقتية.
إن اقتران تكريم القائد مع تكريم الدولة يؤكد أن مساعدة الإنسان في أي مكان بات هدفًا كويتيًّا على الصعيدين الرسمي والأهلي، وهو ما يتحقق على أرض الواقع منذ سنوات وعقود، حيث يلبي الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح ودولة الكويت نداءات الواجب الإنساني في شتى بقاع الأرض، فشهد العمل الإنساني في عهده تناميًا ملحوظًا واتساعًا كبيرًا وتمددًا واسعًا.
لم يكن لهذا الإنجاز العالمي أن يتحقق إلا إذا توفرت له المقومات وتعدّدت من قبله المنجزات والعطاءات الإنسانية، والتي تجلت بشكل كبير في الأزمة السورية، حيث استضافت الكويت المؤتمرين الأول والثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، واللذين وفرا مليارات الدولارات لمساعدة الشعب السوري، إذ أعلن أمير الكويت في المؤتمر الأول الذي عقد في يناير 2013 عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار أميركي، بينما ارتفعت قيمة التبرعات الكويتية في المؤتمر الثاني الذي أقيم في يناير 2014 إلى 500 مليون دولار، إضافة إلى حملات الإغاثة الإنسانية للجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية والتي انطلقت منذ بداية الأزمة السورية عام 2011.
إن المتابع لسياسات الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح يجد أن سموه يحرص على تأسيس نوع جديد من العلاقات بين الدول يقوم على التراحم بينها والتزاحم على فعل الخير وتنفيذ المبادرات الإنسانية التي تحمل معاني التلاحم بين البشر جميعًا، وهو ما جعل دولة الكويت سباقة في العمل الخيري والإنساني والإمساك بزمام المبادرات الإنسانية العالمية والتبرع للمنكوبين في كافة أرجاء العالم والذي يتخذ في جزء كبير منه شكلاً رسميًّا ملزمًا، ومن ذلك توقيع الكويت اتفاقية مع البنك الدولي في نوفمبر 2012 تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطيني للإصلاح والتنمية.
الشواهد الدالة على ريادة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح وأسبقية الكويت في إغاثة الدول المنكوبة أكثر من أن تحصى، فالعالم بأسره يشهد بأعمال قائد الإنسانية، ومن بينها التبرع بمبلغ 10 ملايين دولار لإغاثة بنغلاديش جراء إعصار (سيدر) في نوفمبر 2007 والذي تسبب في قتل وجرح آلاف الأشخاص، والتبرع لليابان بخمسة ملايين برميل من النفط الخام بعد تعرضها إلى زلزال عنيف وتسونامي في مارس 2011، وإرسال مساعدات إغاثية إلى الصومال بقيمة 10 ملايين دولار للتخفيف من آثار الجفاف والمجاعة التي تعرضت لها في عام 2011، ودعم ضحايا زلزال (فان) في تركيا في عام 2012 بمبلغ 250 ألف دولار، والتبرع للفلبين بمبلغ 10 ملايين دولار بعد تعرضها لإعصار (هايان) عام 2014.
إن ذكرى هذا التكريم الأممي لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولدولة الكويت ستظل محل فخر واعتزاز لكل خليجي وعربي ولكل مسلم؛ بل ولكل إنسان في ظل المبادرات النوعية والأعمال الإنسانية الخالدة لسموه وحكمته الشديدة وإنسانيته الحانية في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وسعيه الدائم إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم، وجهوده النبيلة والمتواصلة في مجال العمل الإنساني والذي جعل دولة الكويت بمرتبة متقدمة ومتميزة في دعم الأعمال الخيرية في مختلف دول العالم، ورفع المعاناة عن المحتاجين والمتضررين وإعانة الفقراء ورعاية المشاريع الخيرية الإنسانية.
وما أحوجنا اليوم وفي هذا العالم المليء بالصراعات والكوارث إلى هذه الرابطة الإنسانية لتكون جسرًا لتحقيق الوحدة العالمية والقضاء على المشكلات التي تواجه البشرية جمعاء.
وهنيئًا لشعب الكويت الشقيق على هذا القائد الحكيم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وهنيئًا لنا كخليجيين أن تكون شخصية خليجية هي التي تقود العمل الإنساني في مختلف أنحاء العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية