العدد 2894
الجمعة 16 سبتمبر 2016
banner
المفوض السامي بصبغتي الأميركي والإيراني
الجمعة 16 سبتمبر 2016

مرة أخرى يعود إلينا المفوض السامي لحقوق الإنسان، وكأن الكرة الأرضية خالية إلا من البحرين، عاد ليدعي بطولة زائفة، عاد ليروج مزاعم غير صحيحة، عاد بوجهه المعروف لنا، الوجه المنحاز الذي لا يرى إلا “السواد” الذي لون به من يحركونه فكره عندما يتحدث عن المملكة، عاد ليدعي الحياد وهو وتقاريره منه براء.
فعلا، لقد أصابتنا خيبة أمل، لكنها متوقعة من المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وعندما نقول خيبة أمل، فهذا لم يأت من فراغ، وإنما لأن هذا المفوض السامي اعتاد أن يبخس حق البحرين، وألا يرصد الإيجابيات التي تحدث والإصلاحات الواضحة للجميع على مختلف الأصعدة التشريعية والمؤسساتية، وحتى على مستوى نشر ثقافة حقوق الإنسان، وذلك بسبب انشغاله الشديد بتجميع المعلومات من هنا وهناك، وجميعها أطراف غير أمينة في الرواية وغير نزيهة في الحكاية، ومغرضة فيما تنقله من معلومات كاذبة فيما تعطيه من آراء، لكنه يفضل الاستماع بل والإنصات إليها لا لشيء سوى لأنها تخدم أهدافه الحقيقية من وراء تقاريره غير الحيادية، كونها تعد إحدى حلقات التآمر، ليس على مملكة البحرين فحسب، وإنما على دول الخليج بأسرها، لأنها ما زالت تمثل النموذج الأقوى في الإصلاح والتنمية الذي لا تشوبه شائبة، إلا لو اعتبرنا أن الإصلاح التدريجي المتوافق مع ظروف المجتمع ومعطياته والتنمية الشاملة التي تستجيب لطموحات المواطنين هي من ضمن الشوائب التي يراها المفوض السامي.
إن ما يحدث أمامنا هو فصل جديد، وسيكون فاشلاً كما فشلت الفصول السابقة من فصول محاولة زعزعة أمن واستقرار الخليج، والتي تعد و“تطبخ” في جزء كبير منها من قبل هذه المنظمات التي تسمى حقوقية رغم أنها تخضع خضوعًا تامًا وتدور في فلك ومصلحة دول لها أجندات ضد دول الخليج.
إن القصد من وراء كل ذلك، هو أن تكون مملكة البحرين، وعبر هذه التقارير المضللة والمغرضة بوابة لنشر الفوضى والفتنة في منطقة الخليج، بدليل هذا التزامن المريب بين هذه التقارير التي تدعي أنها حقوقية، وبين هذا التناغم الأميركي الإيراني في الهجوم على السعودية، للدرجة التي وصلت إلى أن يقر الكونجرس قانونًا يسميه قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب في انتهاك واضح لسيادة الدول وحصانتها، وأن يتسابق المسؤولون الإيرانيون في توجيه الاتهامات إلى السعودية بالصحف الأميركية، رغم كل الشواهد التي أكدت تورط إيران في الإرهاب وكل المبادرات التي تؤكد الدور السعودي الرائد في مكافحة هذا الإرهاب، فكيف تتم مكافأة إيران وكيف توجه للسعودية هذه الاتهامات.
إنها محاولات مكشوفة لقلب الحقائق، لكنها لن تنجح أبدًا في زعزعة ما حققته دول الخليج من أمن، ولا تهديد ما أنجزته من استقرار، ولا النيل مما أحرزته من تنمية شاملة في مختلف المجالات، فمهما حاول المفوض السامي رعد وأمثاله عبر التقارير، أو تحدثت الصحف عبر مختلف المسؤولين، أو هم بإصدار الكونجرس عبر القوانين، فإن دول الخليج قادرة بوحدتها وبتماسكها على ردع مثل هذه المحاولات والتغلب على التحديات كافة.
مؤنس المردي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية