العدد 2899
الأربعاء 21 سبتمبر 2016
banner
مناشدة إلى وزير التربية
الأربعاء 21 سبتمبر 2016

يتساءل شاب جامعي هل من المعقول أن يذهب جهدنا وكدنا لأعوام ونضع شهاداتنا على الرف؟ إنّ الحلم الذي يختمر في أذهان الخريجين الجامعيين هو الحصول على فرصة عمل. ومن أجل هذا فإنهم يعيشون عذاب الانتظار، بل إنّ الأغلبية منهم يلجأون إلى ممارسة مهن متواضعة كسواق أو مندوبي مبيعات وغيرها بدلا من البقاء عاطلين يجترون أحزانهم. ورغم أنّ بين هؤلاء الخريجين من حازوا مراتب متقدمة إلاّ أنّهم يتشابهون في مصائرهم.
 قبل أيام استلمت من شاب جامعي رسالة يشرح فيها وضعه الذي يكاد يكون مطابقا لآخرين ممن لا يزالون على رصيف الانتظار. الفارق أنّ هذا الشاب ممن أدرجت أسماؤهم على لوحة الشرف بل هو الأول على مساره والأول بين البنين في التخصص لسنة التخرج على المملكة. وتفاصيل قصته مع قسم التوظيف بوزارة التربية أنه تقدم للتوظيف لشغر مهنة التعليم وهي المهنة التي نذر لها نفسه منذ كان على مقاعد الدراسة الجامعية. هذا هو العام السابع لتقديم طلب التوظيف لكن لم يتسرب اليه اليأس. وفي كل مرة تداعب خياله أن يظفر بالنجاح في الوظيفة إلاّ أنّ الصدمة أنّ آماله تتحطم بسبب الحجج غير المبررة التي غالبا تدور حول فشله في اجتياز المقابلة الشخصية تارة أو الامتحان النظري تارة أخرى أو الاختبار العملي تارة ثالثة! عندما يتساءل لدى مسؤولي قسم التوظيف فإنّ الاجابة لا تتعدى كلمتين... عليك الانتظار! بيد أنّ السؤال هنا هو: الى متى؟
يتذكر هذا الشاب أنّ بالعام الماضي لم يرد إليه اتصال من الوزارة فكانت المبادرة منه بإعادة تقديم الامتحان غير أنّ الصدمة جاءت بعدم اجتيازه الاختبار رغم ثقته الكاملة بأدائه وسهولة الامتحان!
وإزاء هذا المأزق الذي يمر به لم يجد أمامه سوى مخاطبة ومناشدة الوزير الإنسان الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم للنظر في قضيته تقديرا للدور الذي يقوم به الوزير في إتاحة الفرص أمام أبناء البلاد للإسهام في النهضة التربوية. وإيمانا منه بأنّ الرسالة التي تنهض بها وزارة التربية والتعليم لا يمكن أن تحقق أغراضها الا عبر مشاركة من شباب الوطن.
إنّ مسيرة الإصلاح التي تنتهجها حكومتنا الرشيدة على مختلف الأصعدة إنما تستهدف في أساسها إفساح المجال للخريجين ليأخذوا فرصتهم في تحقيق المشروع الإصلاحي أهدافه، وتخليص الخريجين من الإحباط هدف تسعى له الدولة وفي الوقت ذاته حلم كل الأسر البحرينية. لذا فإننا نأمل من سعادة وزير التربية البحث في معضلة هذا الشاب وآخرين ليأخذوا دورهم في مسيرة التعليم إلى مجالات أرحب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية