العدد 2909
السبت 01 أكتوبر 2016
banner
أوقفوا العنف ضد الأطفال
السبت 01 أكتوبر 2016

حين يكون الأطفال بخير فإنّ الأمّة بخير، وحين تتعرض حياتهم لأي شكل من أشكال الخطر كالعنف أو الإهمال فإنّ مستقبل الأمة برمته في المجهول. هذه الحقيقة لا تحتاج إلى أدلة من أي نوع، إذ من المستحيل تصوّر مستقبل سعيد للوطن وأطفاله يكتوون بنار الاضطهاد. من هنا جاء خبر استقبال مركز حماية الطفل 330 حالة عنف كصدمة هزت كيان المجتمع. هؤلاء الأطفال تعرضوا للإساءة الجسدية والنفسية وحتى الجنسية، أمّا الذي يدعو الى الأسى ما أشارت إليه الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بأنّ من المتوقع استقبال الكثير من الأطفال إلى نهاية العام الحالي! بل إنّ الذي يقرع أجراس الخطر هو أنّ عدد من تعرضوا للعنف بكل أنواعه من الأطفال بلغ نحو 620 طفلا في العام الماضي.
إن الأرقام المعلن عنها ليست وحدها المعبرة عن الواقع، بل إنها مؤشر يدلنا على أنّ وضع الأطفال ليس بخير، فالحالات غير المُبلغ عنها ربما تفوق هذا العدد بمراحل. وحسب هذه الأرقام أنها كشفت عن بصيرتنا الغشاوة وعلمتنا الحقيقة وأعطتنا صورة حقيقية عن واقع الطفولة المرعب الذي لا يجب التعامل معه كأية ظاهرة أخرى، ونبهتنا كأفراد ومنظمات مجتمع مدني وهيئات رسمية عن ظاهرة خطيرة للغاية تستوجب وضع حد لها.
ليت المسألة تتوقف إلى ما تمت الإشارة إليه، أي الـ 330 حالة رغم فداحتها، بل إنّ خط النجدة ومساندة الطفل يستقبل اتصالات تناهز المئات بشكل يوميّ. هذا بالطبع لا يشكل إلاّ نزرا يسيرا من بين آلاف المكالمات في العام الواحد. فهل تقف الأجهزة المعنية بالطفولة مكتوفة الأيدي أو موقف اللامبالاة والظاهرة آخذة في الاستفحال؟
إنّ مركز حماية الطفل يقدم كل الخدمات من خلال توفير الرعاية والخدمات النفسية والصحية والتعليمية عند التعرض للإيذاء الجسدي أو النفسيّ، لكن التساؤل الذّي لابدّ منه هو: ما الإجراءات التي من المفترض أن تتم تجاه من يضطهد هؤلاء الأطفال؟ هل تسجل جرائمهم ضدّ مجهول؟ أم أنّ هناك جزاءات تتخذ بحقهم لاقترافهم جرائم بحق الطفولة؟ للحد من هذه الظاهرة ندعو كل من له علاقة بالموضوع الى البحث عن واقع من يتعرضون للإساءة ودراسة البيئة وتقييم وضع أسرهم من جميع النواحي.
 وإذا كان المركز يوفر الرعاية البديلة المؤقتة أو الدائمة في حالة الضرورة فهذا بلا شك يبعث على الارتياح، بيد أنّ ما نطمح اليه هو الاسترشاد بما تضمنته استراتيجية الطفولة، أي العمل على تنمية قدرات الأطفال واحتياجاتهم التعليمية إضافة الى اهمية وقاية الأطفال أولاً ومن ثمّ التعرف على الموهوبين منهم والمبدعين ورعايتهم، والاهتمام بالأطفال ذوي الاضطرابات العاطفية والمشكلات النفسية. وطبعا لا يتم مثل هذا الأمر إلاّ بتوفير معلمين ذوي كفاءة عالية وتوفير بيئة ملائمة للتعامل مع المتعرضين للخطر منهم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .