تقوم حكومتنا الرشيدة مشكورة بتنفيذ العديد من المشاريع التي تعود بالنفع والفائدة على المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، وغالباً ما تكون هذه المشاريع مكلفة تتطلب تخصيص ميزانيات ضخمة لتنفيذها.
وفي الواقع يستحق المسؤولون القائمون على وضع وتنفيذ كل هذه المشاريع جزيل الشكر والتقدير على جهودهم التي يبذلونها لتنفيذ هذه المبادرات التي تُسهم في خدمة المجتمع ونهضته وتطويره.
ومن بين هذه المشاريع الكبيرة التي تستحق الإشادة مشروع إعادة افتتاح عين عذاري، وحرصت شخصياً على زيارته للاطلاع عن كثب على ما تم إنجازه في هذا المشروع، حيث قرأت الكثير عنه في صحافتنا المحلية، وفي الحقيقة وجدته واحداً من أجمل المشاريع الترفيهية والسياحية التي نفذتها المملكة مؤخراً لرخاء وإسعاد المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبّة.
إن مثل هذا المشروع الترفيهي الكبير الذي يبدو أن الدولة رصدت له ميزانيّة ليست بسيطة، يتطلب منّا جميعاً المحافظّة عليه ليتمكّن الجميع في النهاية من الاستفادّة من مرافقه المتنوعّة، كما أرى أنه من الضروري جداً أن تلتزم الجهات المعنيّة بأداء صيانة دورية ومتابعة مستمرة للنظافة العامّة في أنحاء هذا المرفق، وكذلك توفير العمالة اللازمة للقيام بأعمال التنظيف وخصوصا في غرف تبديل الملابس ودورات المياه، بالإضافة إلى تخصيص قسم للإسعافات الأولية.
ولعلنّا نستذكر بهذه المناسبة الكثير من المشاريع الكبيرة والمكلفة التي نفذتها الدولة ولكن للأسف لم تتّم المحافظّة عليها من قبل الجمهور، كما لم يتم الالتزام بصيانتها من قبل الأجهزة المعنيّة مما أساء لهذه المرافق كثيراً وتدهورت بالتالي أوضاعها وانصرف الناس عنها.
ليس من الجيّد تكرار الأخطاء وعدم الاستفادة من الهفوات السابقة، إن من يرى مشروع عين عذاري الجديد يتمنى في الواقع أن يرى الآليات المناسبة التي من شأنها الحفاظ على هذا الإنجاز السياحي اللافت.
نرجو من الجميع العمل والتعاون في المحافظّة على النظافّة العامّة في هذا المرفق، والعناية بالتجهيزات التي توفرها تلك الخدمات، فالمسؤولية مشتركة هنا، كما أطالب المسؤولين بفرض غرامات على كل من يخالف الأنظمة في مثل هذه المرافق، ففرض القانون مهم جداً لبسط النظام.
كما أوصي هيئة البحرين للمعارض أو هيئة الثقافة بالعمل على استغلال تلك المرافق الاستغلال الأمثل، والاستفادة منها في تنظيم برامج وفعاليات متنوعّة في عطلة نهاية الأسبوع لتكون متنفساً للجميع، ولا بأس في هذا الإطار من التنسيق مع الفرق الفنية الشعبية الموسيقية التي لا تكلف الدولة ميزانية كبيرة، ففي بعض الأحيان تترك بعض البرامج البسيطة فوائد في نفسيات المشاركين.