العدد 2919
الثلاثاء 11 أكتوبر 2016
banner
فيلق البقيع وفيلق القدس! (1)
الثلاثاء 11 أكتوبر 2016

ذكرت دراسة أجراها معهد “غالوب للدراسات” أن أتعس دولتين في العالم إيران والعراق. ويجب أن نضيف لهما اليوم اليمن، ولبنان التي لم تحل مشكلة الرئاسة فيها لغاية اليوم، وأشارت الدراسة إلى أن أهم أسباب تعاسة الإيرانيين ارتفاع البطالة، وتقييد الحريات، وأيضا حالات الفقر التي جعلت الكثير من شعب إيران لا يستطيع توفير غذائه، وأيضا علينا أن لا ننسى حكمة الولي الفقيه الذي دفع العالم لفرض عقوبات على شعبه عشرات السنين، وأيضا دفع المنطقة كلها لعدائه وهو يريد أن يناطح العالم فصنع تعاسة للملايين من شعبه من أجل أن يمتلك سلاحا نوويا يلوح فيه في الإعلام بين حين وآخر، ومن هنا يحاول أن يتوج نفسه واليا على المنطقة ثم يتمكن من ثروات العرب، ولكن ما لبث حتى ركع مصغرا قبل سواه ليتخلى عن حلم العرش وحلم سلاحه النووي فلم يطلب بعد كل هذه السنين إلا أن ترفع أميركا وحلفاؤها الغربيون عن إيران العقوبات وأن يعيدوا أموال الشعب الإيراني التي كانت محتجزة في بنوك أميركا ولكن ماذا كان يهتف الإيرانيون حينها؟ “اتركو سوريا وفكروا بنا” هذا ما يهتف به سكان أصفهان ثاني أكبر مدينة إيرانية بعد طهران.
هذه هي الحقيقة التي لا ينكرها حتى الإيرانيون المعارضون للنظام الذي يكمم أفواههم بالمشانق، والطلعات والباسيج.
لكن الإيرانيين وكل سياسي ذكي يعلم أن المصالح مواسم تتقلب وتتبدل، وأسهل شيء على دول، كأميركا وروسيا، أن تستغني عن أدواتها القديمة بأخرى جديدة، بجرة قلم أو ركلة قدم، وربما أسرع من ذلك بكثير. أليس هذا هو الواقع والخلل العقلي للمسؤولين الإيرانيين، فلا توجد دولة تستطيع أن تكون امبراطورية وهي تعتمد على غير شعبها وتقاتل بمليشيات، وكيف لدولة ناقصة مثل إيران وهي تحتاج المال والسلاح والطعام والدواء أن تلبس نفسها لباس الامبراطورية، فالتاريخ والزمن شاهد منذ الإسكندر المقدوني وحمورابي، وهذه بريطانيا والبرتغال وفرنسا دول أقامت امبراطوريات كبيرة وعظيمة بمقياسهم ولكنها حملت في أحشائها بذرة الفشل لأنها كانت تعتمد في قتالها على الشعوب المستضعفة في أفريقيا ولا ننسى أيضا الامبراطورية العثمانية التي حكمت العالم مئات السنين وسلطانها سلطان البحور السبع ثم تلاشت وسلب اعداؤها كل ما تملك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية