العدد 2919
الثلاثاء 11 أكتوبر 2016
banner
ما هكذا يكرّم المعلم
الثلاثاء 11 أكتوبر 2016

مر يوم المعلم العالمي الذي يصادف الخامس من أكتوبر على معلمينا بهدوء وسكينة، مر خاليا من الإشارة إلى المناسبة، طبعا التساؤلات كانت موجهة إلى وزارة التربية الجهة المسؤولة عن المعلم، فلا نعرف ماذا قدمت الوزارة في يوم المعلم، أما كان الأجدر بالوزارة الإيعاز إلى الهيئات الإدارية بالمدارس للإعداد لهذا اليوم بالبرامج والأنشطة لإبراز رسالة المعلم وتفانيه في اداء المهمة؟ بعض الإدارات المدرسية اختزلت مناسبة تكريم المعلم في فقرة بالطابور الصباحي لا تتجاوز دقائق معدودة من باب رفع الحرج. طبعا مثل هذا العمل يعد انتقاصا من دور ومكانة مربيّ الأجيال، أمّا في المدارس الأخرى فإنها لم تبذل أي جهد يذكر، ناهيك عن احتفال يذّكر المجتمع بمكانة هذا الإنسان، بينما امتلأت قنوات التواصل الاجتماعي بالرسائل التي تؤكد دور المعلم وأهمية هذا اليوم. شعور المعلمين بالغبن كان مرتسما على وجوههم، ذلك أنهم كانوا ينتظرون التكريم والإشادة بعطاءاتهم وبما يعزز في نفوسهم المكانة والدور الذي ينهضون به، لا من قبل وزارة التربية وحدها بل حتى من طلابهم أيضا ليترسخ في ذاكرتهم حجم المهمة التي تقع على عاتقهم.
ليس كثيرا على المعلم أن يخصص وقت له يعادل حصة دراسية أو أكثر للتعريف بعظم الأمانة التي انيطت به، ولا هو من قبيل المغالاة أن يمنح هذا اليوم كإجازة للهيئات التربوية والطلابية لمن يحملون أمانة ناءت بحملها السماوات والأرض وحملها هذا الإنسان طواعية. استذكار المعلم بالطبع لا يقتصر على الإشادة به بالكلمات وحدها بل لابدّ أن تقترن بحوافز توفر له الأمان في مستقبل أيامه. وإذا كانت مطالب بعضهم  التخفيف من نصاب الحصص أو المرونة في تطبيق القانون فإنّ طموح الآخرين من المنتسبين للتربية والتعليم يتمثل في إعفائهم من القروض ومنحهم بطاقات تخفيضية تقديرا لما أسدوه من خدمات طوال حياتهم.
إنّ حقوق المعلم مهدورة، ليست الحقوق المادية فحسب بل المعنوية، وهذه أشد مضاضة. إنّ أبسط ما يجب أن يناله المعلم تذليل العقبات والتحديات التي تعترضهم، فالمعلمون غائبون عن المشاركة في الخطط التطويرية والمناهج، ولعمري أي دور يتبقى للمعلم إذا أبعدناه عن أهم المواقع التي يجب أن يتصدى لها. ونتذكر هنا أنّ وزير التربية ماجد النعيمي أشاد بالدور الحيوي الذي يضطلع به كل الممارسين التربويين في الميدان لاسيما المعلم بصفته العمود الفقري للعملية التعليمية والعنصر الرئيس في انجاح وتنفيذ مختلف المشاريع التطويرية كمشروع تحسين أداء المدارس وغيرها. الذي يتمناه العاملون في ميدان التربية والتعليم أن تترجم الأقوال الى منجزات حقيقية وأن يكون التكريم واقعا ملموساً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية