العدد 2933
الثلاثاء 25 أكتوبر 2016
banner
خالد بن سلمان.. لا ترحل
الثلاثاء 25 أكتوبر 2016

يحدث أن يتشابه مشهدا الشروق والغروب في لحظة مُعيّنة. ذلك حال منتخب البحرين الذي ودّع بطولة كأس آسيا للشباب على أرضه بعد أن كان مُرشحًا لتجاوز دور الثمانية والتأهل مُباشرة إلى كأس العالم بكوريا الجنوبية. غير أن الفارق كبير بين هذا وذاك. الغروب نهاية والشروق بداية.
خسر الأحمر الشاب بهدف أمام منتخب فيتنام الذي لا يتمتّع بسُمعة كروية معروفة. كان غامضًا إلى درجة اعتقد فيها الجمهور البحريني أنه على موعد مع احتفالية طال انتظارها على الملعب الوطني.
لكن هل يمكن تجاهل بلوغ الفريق دور الثمانية؟
ليس مهمًّا أن تحقق فرق الفئات العمرية الألقاب بقدر أهمية وصولها إلى "المُعادلة المفقودة". جيل للمستقبل يحمل على عاتقه مهمة رفع الراية عندما يصل الفريق الأول. لا استثناء للبحرين فذلك يحدث مع المنتخبات العريقة أيضًا. البرتغال بطلة أوروبا وألمانيا بطلة العالم والبرازيل بطلة الأولمبياد. جميع هذه المنتخبات لم تحقق منتخباتها في فئة الشباب ألقاب البطولات الموازية.
لذلك، على الجماهير البحرينية أن تمسح دموع حسرتها وتترقّب المزيد من منتخب الشباب. فما يُمكن مناقشته في الوقت الراهن هو مسألة استقالة مدير المنتخب الشيخ خالد بن سلمان الذي أعلن عن رحيله عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
إن رحيل هذه الكفاءة بعد مساهمتها بدور كبير في بلوغ المنتخب لهذه المرحلة المتقدمة من البطولة الآسيوية ستكون خسارة كبيرة. هذا المنتخب أحوج ما يكون إلى هذه الشخصية لاستكمال المشوار حتى نهايته. والمجموعة الموجودة في الفريق هي "أمل الكرة البحرينية" مثلما وصفها رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبقاؤها يُعزّز فرص تدرج الفريق للمنتخب الأول الذي يعاني من نقص شديد في المواهب.
الأكيد أن ثمة أخطاءً أدّت إلى الخسارة. لكن الشيخ خالد بن سلمان لا يتحمّلها، وعليه، فإنه من باب المسؤولية أن يُترك باب التقييم مفتوحًا وأن لا يتعجل مدير منتخب الشباب الرحيل ويترك بناءه لغيره. لا يزال المستقبل ينتظر، وفقدان فرصة التأهل لكأس العالم لا تعني النهاية.
الدور الآن يتحوّل إلى رئيس اتحاد الكرة ومجلس إدارته لإثناء الشيخ خالد عن الاستقالة وتقييم التجربة من الناحية الفنية التي اتضح أنها تحتاج إلى مراجعة وخصوصًا في المباراة الأخيرة.
الشيخ خالد قام بواجباته تجاه المنتخب على أكمل وجه، وهذه الجهود محل تقدير واعتزاز، ولكننا في فترة لا تتحمّل أن يقدّم نفسه كبش فداء. المرحلة لا تتطلب الإقدام والشجاعة وإنما الحكمة والتروي.
شكرًا لمنتخب الشباب مدربًا ولاعبين وإداريين على محاولة الوصول إلى كأس العالم، ونحن بانتظار منظر شروقهم في استحقاقات قادمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .