العدد 2948
الأربعاء 09 نوفمبر 2016
banner
نحو خطاب إعلامي خليجي موحد
الأربعاء 09 نوفمبر 2016

في خطوة مهمة تمثل استباقًا معهودًا من سموه لما يتطلبه المستقبل من أدوات، قام رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتدشين مشروع مركز الاتصال الوطني؛ وذلك لتعزيز دور الإعلام وتوحيد الخطاب الإعلامي الحكومي، وجعله مسانداً للجهود التي تبذلها الحكومة في عملية التنمية.

وحقيقة الأمر أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحاجة ماسّة إلى مثل هذه الجهود، أي الارتقاء بخطابها الإعلامي ليكون مساندًا لدولنا في جهودها الرامية إلى تعزيز المنجزات التي تحققت لدولنا وشعوبنا، وليظل سياجًا واقيًا لهذه المنجزات ضد كل من يسعى للنيل منها أو يحاول التقليل من شأنها أو الإساءة إليها بنشر الأكاذيب والأباطيل هنا وهناك وتجد من يستمع لها ويركز عليها؛ لأنه لا يرى صوتًا بديلاً قويًا.

ولكي ينجح الإعلام الخليجي في ذلك، فعليه أن يتحدث بلغة واحدة أمام العالم بأسره، فتوحيد هذا الخطاب يزيد من قوته وتأثيره وفعاليته ويؤكد للآخر أينما كان أن هناك حقائق دامغة ووقائع ثابتة هي التي أنتجت هذا الخطاب الموحد.

وعندما نقول خطاب إعلامي خليجي موحد، فإننا لا نقصد توحيدًا للمفردات والأساليب والصياغات، فهذا من المستحيل حدوثه، بل ومن غير المقبول أن ندعو إليه أو أن نطالب به، بل إننا يجب أن نتحدث بلغة واحدة في المضامين التي نريدها والأهداف التي نسعى للوصول إليها.

لقد حققت دول مجلس التعاون من المنجزات والمكتسبات في المجالات كافة ما يفرض على الإعلام الانتقال من مرحلة الدفاع غير المنظم والاكتفاء برد الفعل المتقطع وحسب الحاجة إلى مرحلة متقدمة من المبادرة، فلا يعقل أن نظل ندافع عن إنجازات واضحة للعيان ولسنوات طوال ونحصر إعلامنا في دائرة كانت مطلوبة بشدة في فترات سابقة لكنها لم تعد ملحة أو ذات أولوية كبيرة في وقتنا الراهن، الذي يفرض على الإعلام إعادة ترتيب أولوياته ليكون في مقدمتها كيفية وضع دول مجلس التعاون في المقدمة دائمًا وفي القضايا المصيريــة التي تهمــه، ليس من باب الادعاء وإنما عن جدارة واستحقاق واستنادًا إلى الكثير من الأدلة والبراهين التي تؤكد أن ما حققته دول الخليج من نمو ونماء واستقرار ورخاء لم تستطع الكثير من دول العالم تحقيقه، وأن ما تقوم به هذه الدول لأجل رفاهية البشرية لا تقوم به ما نسميها دولاً كبرى.

إن الدور الذي نطلبه ونأمله للإعلام الخليجي في المستقبل هو أن يكون بمثابة ذلك الجيش الذي يكشف بالقلم والرأي والكلمة وبكل موضوعية ضعف وزيف الدول التي تلبس ثوب الصديق بمعسول كلامها وتصريحات مسؤوليها لكنها في حقيقتها أخطر عدو بسياساتها وممارساتها التي لا تصب مطلقا في صالح دولنا ولا خير شعوبنا.

نتطلع إلى أن نرى إعلامنا الخليجي مبادرًا، ومستثمرًا لذلك الإرث الإعلامي الكبير الذي تمتلكه دول الخليج ومستفيدًا من تنوع وعراقة الإنجازات التي حققتها هذه الدول والمكانة التي وصلت إليها.

نعم، نحن نأمل الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول المجلس؛ لأنها الصيغة المثلى التي ستجعل جميع دول المجلس قادرة على التغلب على تحديات الحاضر والوصول لمستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا، ولكن يبقى الإعلام أحد أهم الأدوات التي تعين في الانتقال لهذه المرحلة المنشودة والحفاظ عليها وترسيخها بعد الوصول إليها، ولن يكون للإعلام ذلك إلا إذا كان خطابنا الإعلامي موحدًا قويًا مدروسًا.

وختامًا، فإننا ننتظر من القمة الخليجية المقبلة، التي ستعقد بمملكة البحرين خلال ديسمبر المقبل، قرارات تنتظرها الشعوب الخليجية وأهمها بطبيعة الحال الاتحاد الخليجي، كما ننتظر أيضًا وضع خطة إعلامية متكاملة وواضحة للتعامل مع طبيعة المعطيات والتحديات الراهنة والمستقبل الذي تتطلع إليه دول الخليج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية