كنت مستمتعًا وأنا أتبادل أطراف الحديث مع سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة عندما بدا متفائلا بمستقبل لعبة كرة السلة البحرينية التي فاز برئاسة الاتحاد المسؤول عنها بالتزكية في الانتخابات الأخيرة.

كان سموه يستعرض أفكاره أثناء الحديث الشيق ويضعها في قالب أهداف تطويرية، ولم يتردد الرئيس الشاب في إطلاق الوعود للجماهير البحرينية للمفاجآت التي سيتم تنفيذها من قبل الإدارة الجديدة، التي بدا كما لو أنها تعتزم إحراز نقلة نوعية في مسار اللعبة، وإيصالها إلى مرحلة تليق بجماهيريتها في أوساط المجتمع البحريني الذي يطمع في المزيد من النجاحات.

ومن ضمن الأهداف التي استعرضها سموه، الاهتمام بالفئات العمرية التي اعتبرها القاعدة الأساس لبناء المنتخبات القوية. وبالفعل هذا ما حصل منذ توليه رئاسة الاتحاد، حيث عُقد مؤخرا اجتماع بين رئيس لجنة المسابقات في مجلس إدارة اتحاد السلة وبين المدربين المشرفين على فئتي البراعم والأشبال؛ لمناقشة نظام مسابقة الدوري، وخرج الطرفان بالعديد من المقترحات التي تهدف لإبراز البراعم والأشبال والرقي باللعبة.

أما المفاجآت التي تحدث عنها سموه فقد كان يبشر الجماهير البحرينية بعدم التعجب من زيارة فرق السلة الأميركية للبحرين مستقبلا، وهو أمر لم يطُل كثيرا حتى وصل فريق هارلم الأميركي؛ ليقدم استعراضا جنونيًا لعشاق كرة السلة في البحرين.

وفي الوقت الذي اتضحت فيه معالم سياسة الرئيس الشاب الطامحة لقيادة السلة البحرينية نحو الأفضل دون الاستسلام إلى المعوقات واعتبارها شماعة للإخفاقات، أثمرت هذه السياسة أيضا عن توجه لحلحة ملفات ورثتها الإدارة الجديدة، وهو ما تسبب في “سقوط التفاحة قريبا من الشجرة” ليستفيد أيضا من كانت ملفاتهم عالقة في أدراج الإدارة السابقة، ومنها على سبيل المثال ملف المتعلقات المالية الذي أصبح في طريقه للانتهاء.

في الحقيقة إنه لأمر مفرح عندما تقرأ عن تطبيق مقترح أو وعد قطعه مسؤول رياضي على نفسه مثلما يحدث في اتحاد السلة برئاسة سمو الشيخ عيسى بن علي، فنحن في زمن من النادر جدا أن يكون الوعد والتنفيذ وجهان لعملة واحدة، ولعله من المُفرح أكثر أن تكون هذه العملة النادرة في اتحاد يقوده أصغر رئيس في اتحاد لعبة جماعية ليس على مستوى البحرين وحسب وإنما على مستوى العالم بنسبة كبيرة.