العدد 2955
الأربعاء 16 نوفمبر 2016
banner
السياحة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية
الأربعاء 16 نوفمبر 2016

عندما كنت في زيارة إلى سويسرا في عام 1985م، تعرفت على موظف من أصول عربيّة يعمل في قسم الاستقبال في أحد الفنادق هناك، ومازلت أذكر جيداً حواري الذي دار معه حول جمال سويسرا وروعة طبيعتها، وكيف أنه على الرغم من جمالها الذي يستقطب السيّاح من كل دول العالم، إلا أن الأسعار فيها مرتفعة جداً بالمقارنة مع الدّول الأوروبية المجاورة لهذه الدولة التي تتميّز بطبيعتها الخلابّة والساحرة.

كانت وجهة نظرنا متّفقة إلى حدٍ ما في هذا الطرح، إلا أنه أورد لي معلومة كنت أسمعها للمرة الأولى مفادها أنه يتم رفع سقف رواتب المواطنين كل 6 أشهر بالتوازي مع ارتفاع الأسعار للمحافظة على ما يُعرف بالنسبّة والتناسب، مؤكداً أن ذلك يؤدي إلى استقرار الحياة المعيشية وتجنيب المواطنين أيّ شعور بالضيق علاوة على أنه يحدّ من الجشع المحتمل لفئة التجار. 

مناسبة هذه المقدمة هي أننا مع الأسف الشديد لا نضع في دولنا أيّ اعتبار لمثل هذه الأمور إذ إن أسعار المواد الاستهلاكية على سبيل المثال لا الحصر في ازدياد مستمر دون توقّف، والجميع يلمس ذلك. 

وشاءت الصدف أن أعود لزيارة سويسرا في الصيف المنصرم، وتعرفت على سائق أجرة، فكانت المفاجأة أنه قال لي نفس ما ذكره صاحبنا قبل 31 عاما! مؤكداً أنه لا يمكن الشعور أبداً بغلاء المعيشة في سويسرا! ولكم أن تتخيلّوا أن المتحدث ليس صاحب شركة أو صاحب مركز مرموق في الحكومة أو في القطاع الخاص، بل إنه سائق تاكسي.

شخصياً لا أملك حلولاً، لكنني على ثقة بأن القيادة الرشيدة في المملكة وحكومتنا الموقرّة قادرة على إيجاد حلول جذرية لهذه المسائل من شأنها توفير سبل العيش الكريم للمواطنين.

أما أعضاء مجلس النواب فأقول لهم... أمامكم أجندات غاية في الأهمية وجميعها ذات صلة بحياة المواطن البحريني الذي ربما لا ينشد أكثر من أن يعيش حياة آمنة مستقرّة يكون خلالها قادرا على تلبية احتياجات أسرته وتأمين مطالبهم الحياتيّة اليوميّة وما وُجد مجلس النوّاب إلا لتأمين مصالح المواطنين ومعالجة مواطن القصور في الخدمات المُقدمّة لهم.

أما ما نشاهده اليوم من تخصيص جلسات مطوّلة لمناقشة مواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع كموضوع منع الموسيقى في المدارس، فإن ذلك يُعد هدراً للوقت والجهد، فالمواطن في واقع الأمر يحتاج لمن يناقش مشاريعه التنمويّة أو يطرح مبادرات للنهوض بمستواه المعيشي، فالسلطة التشريعيّة ينبغي أن تكون قادرة على أن تكون أداة مهمة لصنع قرارات مصيرية، فهناك الكثير من الأفكار التي من الممكن رفعها للحكومة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .