العدد 2960
الإثنين 21 نوفمبر 2016
banner
قانون القلة القوية والكثرة الضعيفة
الإثنين 21 نوفمبر 2016

 أهداني مؤخراً صديقي الدكتور ريتشارد كتابا في غاية الأهمية بعنوان “قانون القلة القوية والكثرة الضعيفة”. الكتاب يتحدث عن “مبدأ باريتو” وهو عالم إحصاء إيطالي، عُرِفَ عنه شغفه الكبير بدراسة الإنتاج والثروات في المجتمعات. وتتمحور فكرة هذا المبدأ على أن تأثير القلة القوية يفوق تأثير الكثرة الضعيفة، وقام بتطبيق هذا المبدأ على كثير من الجوانب الحياتية العملية حولنا لكي يثبت صحة وفاعلية هذا القول. فلو قمنا بتطبيق هذا المبدأ في مؤسساتنا المختلفة لنتعرف على جدارة هذا المبدأ، فإن المدير الناجح يستطيع توظيف المبادئ الرئيسية له، وبذلك سيتمكن من خلق ما يسمى السلوك الإداري الإيجابي في العمل. وفي سياق ذلك بدأ الحديث عن أهم مبدأ رئيسي وهو أهمية أن يكون المدير مدققا ولا يتردد في الاستفسار عن كل التفاصيل، ولا يجب أن يشعر بالخجل حيال ذلك، لأن الجهد الذي سيبذله المدير في مرحلة التعرف على كل تفاصيل العمل سيعينه في فاعلية اتخاذ القرارات الصائبة لكيفية سير العمل المستقبلي. أما المبدأ الثاني فهو أن يكون المدير قادرا على تكوين حلقات وصل متعددة مع مختلف الأفراد ليتمكن من خلق جسور لمعرفة كل أعضاء الفريق الذي يعمل ضمنه وهو أمر سيكون له تأثير في إيجابية السلوك الإداري في محيط العمل الذي تحدثنا عنه سابقاً.

ويؤكد العالم الإيطالي أيضا أهمية تطبيق المبدأ الثالث، وهو العمل على تمكين الموظفين، مستحضرا بذلك الطريقتين المختلفتين في الإدارة التي ذكرهما دوجلاس عام 1960 عندما قال إن الإدارة إما أن تكون نظرية “س” ومعناها أن يتحكم المدير ويسيطر على كل شيء منطلقاً من أن البشر لا يعملون إلا إذا أحسوا أنهم مراقبين من المسؤول، أو الطريقة الثانية وهي نظرية “ص” التي تسعى الى توليد الابتكار لدى الموظفين وتحفيز معرفتهم أكثر نحو العمل.

أما المبدأ الرابع فهو من أكثر المبادئ العملية، حيث يتحدث العالم عن أهمية تيسير الأمور وتبسيط الأعمال. فيقول إن المدير الناجح هو من يتمكن من تبسيط المعقد وتذليل الصعوبات سواء تلك التي تعنى بالموظف أو المستفيد من الخدمة، المدير الناجح يستطيع أن يوضح لفريقه أن التمعن في تصنيف أهمية الأعمال وتقسيمها من مهم إلى أهم سيمكن من استغلال الوقت اليومي لعمل الموظف وبالتالي الحصول على نتائج أكثر من خلال معطيات أقل.

يمكننا القول إن هذا القانون جدير بأن نقوم بدراسته بشكل أكبر والتحقق من فاعلية تطبيقه على جوانب عديدة من حياتنا، كما يفيدنا القانون في التعرف على أنه ليس من الضرورة أن تعني الكثرة القوة، وأن القلة تعني الضعف، بل على العكس تماماً من ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .