العدد 2963
الخميس 24 نوفمبر 2016
banner
وماذا عن الثقة بهم؟!
الخميس 24 نوفمبر 2016

لدى الإخوة النواب إصرار على إقناع المواطن بأن موقفهم سيكون مختلفا هذه المرة عن مواقفهم السابقة حيال ما ورد في تقرير الرقابة المالية من تجاوزات ومخالفات، في حين أنّ ليس هناك ما يدفع الى الاقتناع، وهم أيضا يتعهدون بأنّ كلمتهم “لن تنزل الأرض” حيال من تورطوا في التقرير أو الوزارات والهيئات التي خالفت القانون، لكنّ مواقفهم السالفة للأسف لا تبرهن على صدق ما يذهبون إليه. ويبقى السؤال هل هناك ما يجعلنا نتفاءل؟ وهل ثمة تحولات جديدة؟ لسنا متأكدين كمواطنين من أنّ الجلسات القادمة لمجلس النواب ستحمل لنا مفاجآت غير تلك التي استقرت في ذاكرتنا.  السؤال الأكبر هو كيف سيتعامل ممثلو الشعب مع تقرير الرقابة المالية في نسخته الجديدة؟ هل سيمر مرور الكرام كما عودونا طوال السنوات السابقة؟ هناك من يعتقد – كنسبة لا يستهان بها من المواطنين - بأنّ السادة النواب لن يحركوا ساكنا! لسبب لم يعد خافيا يكمن في أنّ مصلحة الوطن والمواطن مازالت تقبع خلف المصالح الخاصة، غير أنّ ما أدلى به بعضهم ربما يدفعنا إلى التفاؤل هذه المرة.  أحد أعضاء المجلس النيابيّ قال بثقة إنّ المصلحة العامة تتطلب ألاّ يمر التقرير مرور الكرام، ولابد من محاسبة كل وزير على الأخطاء والتجاوزات والإهمال الذي يقع في نطاق وزارته. وأصر على أنه يجب ألاّ يتردد النواب في استخدام الوسائل الدستورية المتاحة ولم يستثن  الاستجواب. بالطبع إنّ التصريح السابق يبعث على التفاؤل بأنّ المجلس النيابيّ سيقدم على خطوة بالغة الأهمية، غير أنّ المدقق على الجلسات النيابية ومنذ سنوات يصاب بخيبة أمل. من منا لا يتذكر ما أطلقه نواب سابقون من وعود وتعهدات بمحاسبة متورطين في مخالفات وردت في تقرير الرقابة؟ إلاّ انّ الواقع أنهم غالباً يخذلوننا ويسارعون الى طيّ تصريحاتهم دون أن يرف لهم جفن. 

 لا أعتقد أنّ القضية تنحصر في عقد النواب اجتماعات يتدارسون من خلالها كيفية التصدي للمخالفين، لكنّ المسألة من وجهة نظري تكمن في اتخاذ مواقف جدية وبعبارة أكثر صراحة إنّ الذي يطالب به المواطن ان يكون النواب عند كلمتهم. كما أنه لا يجب الاكتفاء بأسئلة توجه من هذا النائب أو غيره إلى المسؤول في الجهة المخالفة، بل المطلوب بإلحاح ومن جميع الأعضاء أن يكون موقفهم موحدا. 

إنّ حالة من عدم الثقة تسود بين المواطنين والنواب لا مجال لإنكارها. أصبح المواطن لا يثق في وعود وتعهدات النواب والسبب ببساطة أنّ المواطنين يطمئنّون للنواب لو أنهم فتحوا لهم قلوبهم واستشاروهم في قضاياهم العاجلة وغير القابلة للتأجيل ليشعر هؤلاء أنّ من تجشموا عناء انتخابهم ذات يوم يقفون معهم على أرض واحدة بلا كلفة، ويتقاسمون معهم همومهم ويسعون لحلحلتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .