العدد 2965
السبت 26 نوفمبر 2016
banner
مشاريع بعيدة المدى
السبت 26 نوفمبر 2016

تقوم حكومتنا الرشيدة بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية المهمة التي من أهمها  مشاريع تطوير البنى التحتية في مملكتنا الحبيبة، جهود حثيثة ومضنية يتّم بذلها من أجل ضمان راحة المواطنين وتحقيق العيش الكريم لأفراد المجتمع.

وعلى الرغم من علمي بأن موضوع مقالي اليوم ليس جديداً، إذ سبق أن تمّ إشباعه بحثاً ونقاشاً وتداولاً من قِبل العديد من زملائي كتّاب الأعمدة، إلا أن المتتبع للمشاريع وبالذات مشاريع البنى التحتية، سيجد أن القائمين على وضع تلك الخطط والاستراتيجيات لا يراعون معادلة بسيطة هي أهميّة أن تكون هذه الخطط بعيدة المدى، إذ نجدها كلها مع الأسف قصيرة أو متوسطة المدى على أكثر تقدير.

والأمثلة على ذلك كثيرة، بل هي في الواقع لا تعد ولا تحصى، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، شوارعنا التي على الرغم مما شهدته وتشهده على الدوام من تحسينات وتشييد للجسور، إلا أننا نكتشف لاحقاً أنها لا تفي بالمطلوب، ولا تأتي بحلٍ للازدياد المضطرد الذي تشهده هذه الشوارع في عدد المركبات الناتج بالطبع عن الزيادة السكانية. 

يدرك المراقبون والمسؤولون أن أعداد المركبات في البحرين في ازدياد مستمر، حيث تبلغ حالياً قرابة 611577 مركبة وذلك وفق تصريح مدير إدارة المرور في شهر يناير من العام الجاري، في حين توجد 222915 مركبة خصوصي تجاوز عمرها 10 سنوات. لنتصور معاً وجود هذا العدد المهول من المركبات على شوارعنا كل يوم، ولنتذكر أن عدد سكان البحرين بلغ مليونا وثلاثمئة ألف نسمة وفق تقديرات عام 2014م، سنجد أن هذه معادلة سهلة وتبيّن لنا بكل بساطة حجم المشكلة التي أصبحت حديث الساعة، كما أصبحت معاناة يومية لجميع مناطق البحرين دون استثناء. 

إن توفر مثل هذا الكم الكبير من الإحصائيات والأرقام لن يكون أمراً مجدياً ما لم تقم جهة مسؤولة بدراسة علمية مرتبطة بالواقع، لوضع الحلول والآليات المناسبة، ويأتي هنا دور مجلس النواب الذي يقع على عاتق أعضائه العبء الأكبر في تمرير قرارات عاجلة لتنفيذها من قبل الحكومة.

أعلم جيداً أن الفترة الحالية مرحلة صعبة بجميع المقاييس، كما أدرك أن الميزانية العامة للدولة تواجه الكثير من التحديات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أين كانت تلك الوزارات المسؤولة عن تنفيذ هذه المشاريع أيام الطفرة الاقتصاديّة عندما تجاوز سعر برميل النفط حاجز الـ 100 دولار أميركي، وعندما كان هناك ما يكفي من سيولة لتنفيذ مشاريع بالجملة.

دعونا نخلص في أعمالنا وننظر إلى ما هو أبعد من يومنا الذي نعيش فيه، فهناك أجيال قادمة هي أمانة في أعناقنا، تنتظر أن نسلّمها وطناً وعدنا ذات يوم بأن يكون «سنغافورة الخليج»، لا نريد وضع المزيد من التبريرات كما لا نريد أن نتعلّل بمحدودية الميزانية وإمكانياتنا المتواضعة، فقط علينا أن نعمل بروح الفريق الواحد.

لابد من معالجة مواطن القصور ومراجعة أوجه الخلل في جميع أعمالنا اليومية، كما لابد في المقابل من مكافأة المتميزين، واعتماد تطبيق مبدأ العقاب والثواب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .