العدد 2971
الجمعة 02 ديسمبر 2016
banner
نظام الملالي أخطر من داعش
الجمعة 02 ديسمبر 2016

في ظل الأوضاع والتطورات الجارية وتداعياتها المختلفة على أكثر من صعيد فيما يتعلق بالمواجهة الجارية مع تنظيم داعش الإجرامي، يخوض العالم حربا واضحة المعالم ضد التطرف والإرهاب الذي صار الخطر والتهديد الجديد الذي يواجهه، وبعد أكثر من ثلاثة عقود من مواجهة هذا التهديد، فقد عرف تماما أن أساس ومصدر وبؤرة التطرف الإسلامي والإرهاب تقع في طهران تحديدا.
هذه المواجهة التي كلفت المنطقة بشكل خاص والعالم عموما، الكثير من الضحايا والمآسي والمصائب، لم تتمكن لحد الآن من حسم المسألة لصالح العالم والقضاء على تلك الظاهرة المعادية للإنسانية والتقدم، ذلك أنها مواجهة مع الفروع والأغصان لكنها تتجاهل الجذور التي هي أساس استمرار هذا البلاء وبقائه، وإن الدعوة لمقارعة الإرهاب والتطرف الديني من بؤرته الأساسية في إيران، هي دعوة عملية ويمكن أن تحقق النتيجة المرجوة.
المواجهة ضد التطرف في معقله أي في طهران يميط اللثام عن حقيقة مهمة وهي أن الشعب الإيراني الأكثر تضررا من ظاهرتي التطرف الإسلامي والإرهاب، ذلك أن نظام الملالي الحاكم في طهران قام باستهدافه قبل الجميع وما يدفعه يوميا من ضريبة من دماء أبنائه، شهادة إثبات على ذلك، وبطبيعة الحال فإن آلية هذه المواجهة تتطلب بالضرورة دعم تطلعات الشعب الإيراني من أجل الحرية والاعتراف بالمقاومة الإيرانية التي تعتبر ممثلة عن الشعب الايراني ومعبرة عن طموحاته وأمانيه.
النظام الايراني الذي يفرض منذ 37 عاما، نهجا قمعيا استبداديا على الشعب الإيراني ويصادر أبسط حرياته، يمكن لتمهيد الأجواء من أجل تمتع الشعب الايراني بحريته أن يشكل خطرا جديا عليه، ذلك أن الشعب الايراني ممنوع من التعبير عن آماله وأمانيه ويتم التصدي له بوحشية فيما لو قام بتظاهرات ضد النظام كما حدث في عام 2009 و2010، ووقوف العالم الى جانب الشعب الايراني ودعم المقاومة الايرانية بإمكانه أن يكون عاملا حاسما في معادلة الصراع والمواجهة الدولية ضد التطرف الديني، ذلك أن إحداث تغيير جذري في النظام القائم في طهران، يعني إنهاء ظاهرة تصدير التطرف الاسلامي.

إن انشغال العالم بالحرب ضد داعش ومنحها الأولوية القصوى وتناسي مركز تصدير التطرف الإسلامي في طهران، هو الخطأ الفاحش بعينه، ذلك أن بقاء نظام الملالي في إيران واستمراره يعني استمرار هذه الظاهرة واستمرار ظهور التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تنسق وتتعاون بشكل أو بآخر مع هذا النظام، وفي كل الأحوال التغيير في إيران هو الحل الأمثل والأفضل لحسم أمر هذه الظاهرة. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .