قد كانت لزيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الشهر الماضي إلى الرياض للتشاور في القضايا الراهنة الأثر في التنسيق بين خادم الحرمين الشريفين وقادة البحرين، والتي انعكست في مدى التقارب الذي يشمل قادة البلدين تنسيقا للمواقف الموحدة تجاه القضايا المصيرية.

ولم يكن الحفل الذي أقامه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، احتفاء بزيارة عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلا تعبيراً عن مكانة السعودية والملك سلمان في قلب البحرين ومليكها وشعبها، فالعلاقة التي تربط صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء مع أخيه عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز، لها جذور منذ نشأة كليهما، فقد ولدا في العام نفسه 1935 وحفظا القرآن في نفس السن تقريباً، وما كانت تلبية الملك سلمان للدعوة إلا تقديراً لمكانة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان.

وكان لتقبيل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز علم البحرين، أثناء الاحتفال باستقباله، مشاعر عميقة تنقل رسالة للقاصي والداني بمدى الحب الذي يغمر البلدين والشعبين، والمصير الواحد الذي عاشوه ويعيشونه، فقد ازدانت الطرقات بصور خادم الشريفين وعلقت يافطات الترحيب في كل مكان احتفالاً بتشريفه للبحرين.

فقد كانت العلاقة عميقة وكان التشاور في القضايا المصيرية له جذور منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إمارة الرياض، ثم وزيراً للدفاع، ومن بعدها ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.

فقادة البلدين يدركون التاريخ الذي يربطهما فقد حرص حاكم البحرين الملك سلمان بن حمد آل خليفة على تنشئة الشقيقين الشيخ عيسى بن سلمان (طيب الله ثراه) وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، على تقدير المصير الواحد الذي يربط البحرين بجذورها الخليجية والعربية والسعودية، خصوصًا أنهما انغمسا في تعميق أواصره ونقله للأجيال القادمة، وقد نشأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الظروف نفسها التي صقلت الأخوة التي تربطهما ببعض.

إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر هو رجل الدولة القدير والأخ المخلص والوالد من بعد رحيل الأخ، صاحب الفطنة وأحد جذور الاستقرار في البحرين، وقد ساعد في ربط جسور التفاهم مع الأشقاء.