العدد 2986
السبت 17 ديسمبر 2016
banner
بطاقة تهنئة في عيد الوطن
السبت 17 ديسمبر 2016

في يوم الوطن الكبير لا يستطيع المرء أن يقف على الحياد، في هذا اليوم تكبر مساحة الوطن آلاف المرات وتتمدد رقعته الجغرافية. تزيد أشجاره وأسماك بحره حتى يغدو بمساحة الكون. إنّه أكبر وأشمل من بقعة ولدنا وترعرعنا على ثراها إلى أن أصبح عشقه يسري في الانسان والشرايين. 

 تقول الأسطورة “إنّ أرض دلمون مقدسة، أرضٌ طهور، بلدٌ نقيّ ومغمور بالنور، الغراب لا يصيح في دلمون، الحمامة لا تحني رأسها، دع الشمس تأتي بالمياه العذبة من الأرض، دع دلمون تشرب المياه الوفيرة، دع مدنها تصبح ميناء العالم كلّه”. إنّ الذي أكدته الاكتشافات أنّ دلمون هي جزر البحرين، ومنذ سنوات ضاربة في أعماق الزمن وحتى اليوم وأرضها مباركة معطاء. إنّ التاريخ المعاصر للبحرين شهد تحولات غير مسبوقة يمكن أن نقف على أهمها، أي المشروع الإصلاحي الكبير لباني النهضة التعليمية والثقافية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد. هذا المشروع الذي شمل كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث قطعت مملكتنا الحبيبة خلال هذه المرحلة أشواطا بعيدة في التنمية والتقدم.  انطلاقة مسيرة الإصلاح كانت شاملة ومتعددة وفارقة في الزمن، شكلت حرية الصحافة عمودها الفقري، إذ إنّ ما أتاحه المشروع الإصلاحي من حرية للتعبير من السمات الحضارية للعهد الزاهر، وجلالة الملك حفظه الله أكدّ في أحد خطاباته هذه الحقيقة بالقول “إنّ أبواب حرية التعبير بالطرق القانونية مفتوحة للجميع”. 

لم يقتصر الدعم الكبير لجلالة الملك للصحافة بإتاحة الحرية للصحافيين بل المساندة برعاية ملكية للاحتفال بيوم الصحافة العالمي وتخصيص الثالث من مايو لحرية الصحافة، وهذا يدل دلالة قاطعة على مدى ما يقدمه العاهل للعاملين في ميدان الصحافة من تشجيع، ومن هنا فإنه يحق للمنتمين للجسم الصحافي أن يفخروا بما وفره المشروع الإصلاحي لهم من فضاء للعطاء والإبداع.   لا شك أن العاملين في حقل الصحافة يلمسون مناخ الحرية في ظلّ المشروع الإصلاحي، وبات بوسع الكتاب والصحافيين تسليط الضوء على مواضع الخلل في أي موقع، وهذا تجسيد رائع لمفهوم السلطة الرابعة. 

ثمة وظيفة بالغة الأهمية تقع على كاهل الصحافيين تتمثل في تغليب المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات وصيانة الوحدة الوطنية وتعميق روح المحبة والتآلف والتصدي لدعوات التحريض والتطرف والكراهية واحترام حقوق الآخرين.  تبقى هناك أمنيات يتطلع إليها المواطنون، منها توفير المزيد من فرص العمل للخريجين من الشباب من كل التخصصات. وبالنسبة لفئة المتقاعدين فإنهم يناشدون جلالة الملك المفدى تخفيف الأعباء التي تثقل كاهلهم بتعديل وضعهم المتردي بإقرار زيادة في رواتبهم ومنحهم بعض التسهيلات في الوزارات والهيئات الحكومية، وهم واثقون بأنّ جلالته يملك قلبا كبيرا يستشعر هموم جميع أبناء وطنه. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .