لا يمكن حجب شمس الحقيقة الساطعة الحارقة لكل الأكاذيب والمزاعم والتمويهات التي يقوم بها نظام الملالي منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف للتغطية على دوره الإجرامي المشبوه بقضية التطرف الإسلامي والإرهاب في المنطقة والعالم، خصوصا من حيث علاقته وتنسيقه وتعاونه مع مختلف الأحزاب والتنظيمات المتطرفة، فقد سعى هذا النظام دائما لكي يكون وعاء وبوتقة تحوي بداخلها نتانة كل أنواع وتيارات وأنماط التطرف الإسلامي والإرهاب.
بعد أن تم الكشف عن الكثير من المعلومات بشأن تعاون نظام الملالي مع تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، لم يعد بوسعه أن ينكر هذه العلاقة، فقد جاءت الأحداث والتطورات لتكشف النقاب عن العلاقة المشبوهة بين ملالي طهران وملالي تنظيم طالبان الإرهابي، ذلك أنه وبعد ما اتهم والي ولاية فرا، آصف ننغ، في مقابلة مع تلفزيون كابول في نوفمبر المنصرم، “إيران بدعم حركة طالبان عسكريا من خلال إقامة معسكرات داخل أراضيها لتدريب عناصر الحركة”، فإن نظام الملالي وفي محاولة بائسة منه ومن أجل التملص من تلك التهمة الدامغة، بادر سفيره في العاصمة الأفغانية كابل محمد رضا بهرامي، بالاعتراف بوجود اتصالات بين بلاده و”حركة طالبان” المتطرفة، موضحا أن “الهدف من اتصالات بلاده مع حركة طالبان السيطرة الأمنية على التنظيم”! لكنه يستدرك من أجل التمويه والمغالطة ليقول: “إيران لديها اتصالات مع طالبان، لكن ليست لديها أية علاقات مباشرة، وإنها تحاول أن تهيئ الأرضية لمفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان”، غير أن هذا الاعتراف يأتي بعد أن طفح الكيل بأفغانستان من التدخلات المشبوهة لملالي إيران، ولديها كم هائل من المعلومات الدامغة بشأن ذلك، وهناك الكثير من الأدلة والمؤشرات التي تدين هذا النظام وتفضحه من دون أدنى شك.
نظام الملالي الذي أثبت بصورة فعلية وعلى أرض الواقع أنه بؤرة التطرف الإسلامي والإرهاب، وأنه عراب كل التنظيمات الإسلامية المتطرفة ولاسيما داعش، فلا يجب الوقوع بوهم ما تقوله أبواقه والأقلام المأجورة التابعة له بشأن عداوته المزعومة مع التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ذلك أنه يقوم بتنفيذ مخططاته عن طريق خلق حالة عميقة من التناقض والصراع والاختلاف بين التيارات، حيث كان ولا يزال المستفيد الأكبر من حالة الاحتراب والمواجهة الدموية، تماما كما أكدت وتؤكد السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية وإصرارها الدائم على أن نظام الملالي يعتبر بؤرة التطرف الإسلامي والإرهاب، وحقا يجب الاعتراف بأن القضاء على ظاهرة التطرف لن يتم أبدا إلا من خلال القضاء على نظام الملالي وإسقاطه. “الحوار المتمدن”.