العدد 2993
السبت 24 ديسمبر 2016
banner
السياحة مورد اقتصادي ولكن!
السبت 24 ديسمبر 2016

هل نحن بالفعل جادون في إدارة السياحة كأحد موارد الدخل القومي؟ سؤالنا هل هناك خطة لكيفية إدارة هذه الصناعة كما بات يطلق عليها؟ لو أحسن استثمار هذا القطاع لأمكن فتح المئات من الفرص أمام الآلاف من الباحثين عن عمل الذين ينتظرون الحصول على التوظيف والذين تتضاعف أعدادهم عاما بعد آخر، ناهيك عن كونها وسيلة للتقارب بين الشعوب والحضارات.

ما كشف عنه المدير العام للتخطيط العمرانيّ بوزارة الأشغال وشؤون البلديات الشيخ حمد بن محمد آل خليفة بأنّ المخطط التفصيلي الجديد للمحافظة الجنوبية أنّ نسبة 95 % من بلاج الجزائر تعد ساحلا عاما، الخطوة المشار إليها بلا شك ستحدث تحولا في السياحة، والأهم أنه بالإمكان أن تصبح أحد موارد الدخل. لكنّ هذا لا ينفي بالطبع حقيقة محزنة هي أنّ ما يزيد على نصف سواحلنا تحولت إلى أملاك خاصة. نتذكر بالمناسبة أنّ بالمجلس النيابيّ قبل سنوات تقدم أحد الأعضاء باقتراح بقانون بتخصيص خمسين بالمئة من سواحل الجزر إلى سواحل عامة، لكنّ ممثل الحكومة اعترض على المشروع بزعم أنه يتضمن شبهة دستورية، نص المقترح النيابيّ على أن يلتزم صاحب أي مشروع استثماري سكني أو صناعي مقام على جزيرة صناعية أو سواحل الجزر الطبيعية بتخصيص 50 % من سواحله كسواحل عامة مع إتاحة الوصول إليه بتأمين حد أدنى من المرور.

طبعا المشروع تم وأده في المهد ولم يقيّض له أن يرى النور، وبهذا كانت الخسارة جسيمة على المواطن والاستثمار، أما المبررات التي سيقت فإنها استندت الى أنّ “الملكية الخاصة مصونة فلا يمنع أحد من التصرف في ملكه إلا في حدود القانون ولا ينزع أحد من ملكه إلاّ بسبب المنفعة العامة في الأحوال المبينة في القانون وبالكيفية المنصوص عليها فيه وبشرط تعويضه تعويضا عادلاً”. 

وتساؤلنا هو التالي: أليس الاقتراح السابق ينطوي على مصلحة عامة؟ لا أعتقد أنّ أحدا يجادل في أنّ تخصيص مشروع يخدم الشعب منفعة عامة وبالتالي فإنّ الاعتراض يتنافى مع جوهر القانون. نود أن نؤكد ايضا أنّ مرسوما صدر ينص على تخصيص 50 % من الواجهات البحرية للمشاريع كسواحل مفتوحة. الإشكال هنا يتمثل في أنّ من وضع يده على ساحل أصبح من أملاكه الخاصة ولا يحق لأية جهة المطالبة بفرض أي قانون! 

نعيد التذكير بما سلفت الإشارة إليه لو أنّ هناك استراتيجية لتنمية قطاع السياحة لأمكن استقطاب أعداد هائلة من السواح ولأمكن ضخ مبالغ طائلة مما ينفقه السائحون في الخارج. لا توجد في القضية مبالغة يكفي أن نتأمل ما فعلته بلدان قريبة منا وبالأخص التي تتشابه طبيعتها مع بلدنا عندما هيأت سواحلها فإنّها استطاعت أن تستقطب أعدادا هائلة من الزوار من كل بقاع العالم بل تحولت إلى قبلة للسواح بالملايين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .