العدد 2996
الثلاثاء 27 ديسمبر 2016
banner
أيّها النواب اتفقوا رجاء
الثلاثاء 27 ديسمبر 2016

ما أشار إليه أحد النواب أنّ اللائحة الداخلية ترفض استجواب وزير عن أخطاء غيره من مسؤولين سابقين، بحاجة إلى إعادة نظر، رأي عضو آخر كان باتجاه تفعيل أداة الاستجواب للوزراء الذين تم ذكر مخالفات وزاراتهم في تقرير ديوان الرقابة المالية ذلك أنّ “الاستجواب ليس بالضرورة حبل مشنقة على رقبة الوزير، فقد يمنح الاستجواب الوزير صفة البطولة”. 

الحقيقة أنّ المواطنين كانوا يتوقعون أن يتخذ المجلس النيابيّ موقفا صارما إزاء ما تضمنه تقرير ديوان الرقابة المالية من تجاوزات ومخالفات بوصفه الجهة التي تقع ضمن اختصاصاتها الرقابة والمساءلة لكنّ تقرير لجنة الشؤون المالية بالمجلس كان خجولاً وباهتا. الأكثر مدعاة للدهشة أنّ اللجنة أوصت بمساءلة أربعة وزراء وجدت اللجنة أنّ المخالفات الواردة بحقهم جسيمة وتركت الحرية في اختيار الأداة التي يرونها مناسبة. 

بدورنا نتساءل لماذا يتردد أعضاء المجلس النيابيّ في تفعيل الأدوات النيابية المتاحة أمامهم؟ في جلسة المجلس النيابيّ قبل أيام كانت مطالبة النائب العسوميّ بضرورة تفعيل الاستجواب، مؤكدا في هذا الإطار أنّ اختفاء 15 حاسوبا هو سرقة وليس اختفاء، فيجب علينا أن نسمي الأمور بمسمياتها، وتساءل مستنكرا: هل نحنُ في مثلث برمودا؟ 

“الناس يئست من المجلس... المجلس أمام امتحان عسير”، هكذا عبّر نائب عن وضع المجلس النيابيّ. وباعتقادنا انّ كلام النائب ليس مفاجأة بالنسبة إلينا، فطالما هدد الأعضاء وأنذروا بأنهم عازمون على تفعيل الاستجواب لكنّهم سرعان ما يتراجعون دون إبداء الأسباب. فهل تتبقى لدى المواطن ثقة في النواب؟ لا نختلف مع من يرى أنّ تقرير ديوان الرقابة المالية بحاجة إلى قراءة متأنية حتى تتوفر الأدلة الحاسمة والكافية. إنّ هذا المطلب ليس جديدا فأعضاء سابقون توعدوا وزراء ومسؤولين باستجواب تأكدت لديهم الإثباتات لكن آمالنا تحطمت لعدم جديتهم من جهة وانفراط تماسكهم من الجهة الأخرى. 

كانت الخلافات بين السادة النواب في الدورات السابقة تنحصر في قناعة البعض بأنّ التعامل مع المخالفات الواردة في التقرير يستوجب تقديم الأسئلة البرلمانية والبعض الآخر يرى أنّ التعامل إزاءها يتطلب تشكيل لجان التحقيق، وآخرون يصرون على الاستجواب كأفضل خيار. وبسبب تمسك كل فئة بقناعاتها فإنّ المؤسف أنّ الاستجواب لا يكتب له أن يرى النور. 

كنا قد أكدنا مرارا أنّ انقسام النواب إلى كتل حالة طبيعية لكنّ الذي هو غير طبيعي وغير مقبول وغير منطقيّ أن يصر كل طرف على مقترحه وكأنهم في جزر منعزلة عن بعضها، وإزاء هذا فليس مستغربا أن تفشل جهودهم، وحالة اليأس والإحباط لدى الأغلبية من الناس تولدت كرد فعل طبيعي لخيبة أملهم من نوابهم في تجسيد ولو الحدّ الأدنى من أحلامهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .