لا أذيع سرًّا عندما أقول إن البحرين برمّتها حبست أنفاسها عندما انتشر خبر تعرّض صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه، لعارض صحي قبل أيام قليلة من إسدال الستار على سنة 2016.

وليس سرًّا أيضًا شعور الرياضيين كبقية فئات المجتمع بالقلق فور سماعهم لهذا النبأ الحزين، فالجميع يُقدر الدور الريادي الذي لعبه سمو رئيس الوزراء الموقّر فيما وصلت إليه البحرين من مكانة معتبرة على مختلف المستويات بما فيها الرياضة؛ وإن حدة المنافسة لم توقف سموه يومًا أمام أي عائق في طريقه لإحراز أهدافه وطموحاته لبحرين أفضل.

لكن السر الذي يُمكن أن أذيعه سيكشف تفصيلاً بسيطًا ضمن العلاقة الوجدانية المتمثلة في مساحة انشغال المواطنين بصحة وسلامة سمو الأمير خليفة طوال الأيام الماضية؛ حتى غصّت بها مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تحدها أي جغرافيا، إذ تبين للرأي العام أن المواطنين أبناء قلقون على والدهم، لكن الأمر لم يكن كذلك رغم صحته، وما ضاع وسط الزحام، كان أكبر بكثير مما ذُكر، وهو أن الوالد كان أكثر قلقًا ليس على نفسه وإنما على أبنائه.

أمام هذا الموقف العاطفي اللافت، يمكننا التأكد أن غُمّة العارض الصحي التي انتهت على خير لم تغيّب تفكير خليفة بن سلمان لحظة واحدة عن أبنائه، ويكفي أن يحرص سموه على فتح أبوابه للزائرين من عموم الشعب في المستشفى ليطمئنهم على سلامته، وليعطينا درسًا مفاده أن العارض الصحي لم يكن استراحة محارب، وإنما كان جزءًا من المعركة التي تقتضي القتال على مختلف الجبهات بما فيها الضغط على أنفسنا في سبيل الالتزام بمسؤولياتنا وواجباتنا تجاه الوطن والمواطنين.

ولم يكتف سموه بهذا الدرس القيّم، وإنما أتبعه بدرس آخر في كيفية استمداد القائد قوته من الشعب، وهذا الأمر جعلنا نبادله هذا الشعور، فنحن نستمد قوتنا من خليفة بن سلمان الذي كسر الحواجز وحوّل العلاقة بين المسؤول والمواطن إلى علاقة أسرية بين الأب وأبنائه، متأثرين بأقواله وأفعاله ومواقفه التي لا يمكن سردها في مساحة صغيرة كهذه.

وبعد انقضاء المحنة، في نهاية العام الماضي الذي حمل في آخر ساعاته بشرى سعيدة، يحق لنا أن نحتفل في السنة الجديدة 2017 ونحن مطمئنين، آملين في أن تكون خيرًا وسلامة على سمو الأمير خليفة بن سلمان الذي لا يكف عن إلهامنا بالعبر والدروس. ليحفظك الله.