العدد 3021
السبت 21 يناير 2017
banner
الانتظار ونقص الكوادر في قسم الطوارئ
السبت 21 يناير 2017

منذ سنوات والنداءات لم تتوقف مطالبة بتطوير الخدمات الصحية وبالأخص قسم الطوارئ بمستشفى السلمانية، بوصفه المرفق الذي يتعامل مع الحالات الحرجة. وزارة الصحة تؤكد أنها بذلت جهودا كبيرة للارتقاء بالخدمات الصحية في كل المرافق الصحية شملت جميع الأقسام. من شاءت أقدارهم زيارة قسم الطوارئ لابدّ أنهم فوجئوا بكثافة المرضى إلى حد يفوق قدرة القسم على استيعابهم والتعامل معهم. والأطباء من جهتهم يؤكدون أنّ الكثير منهم كان يفترض به التوجه إلى المراكز الصحية لأن طبيعة مرضه ليست طارئة. لكن فئة من المرضى تبالغ في حالة المرض ربّما للاعتقاد بأنّ ما يتلقونه من عناية في الطوارئ لا يتوفر لدى المراكز الصحيّة. 

المترددون على الطوارئ يجأرون بالشكوى من ظاهرة باتت مزمنة تتمثل في فترة الانتظار الطويلة وهذه مشكلة لا يمكن التقليل من آثارها كونها تشكل عبئا نفسيا على المريض ولأنها تشعره أنّ أي تأخير في الفحص ربما يخلّف عواقب وخيمة على حياته، وإزاء هذه الحالة ليس أمام المرضى سوى القبول بالأمر الواقع أو الذهاب الى المستشفيات الأخرى. 

إنّ أية عملية تطوير للطوارئ لا تأخذ في الحسبان زيادة الأطباء والممرضين لن تحقق الهدف المرجو منها، ذلك أنّ جزءا كبيرا من الأزمة يكمن في النقص الفادح في كوادر الأطباء والممرضين على وجه التحديد. وهذه حقيقة ليست موضع مناقشة فالزائر يلمس مدى ما يتكبدونه من ارهاق ومشقة. نقول هذا ونحن بالطبع نقدر محاولاتهم غير الخافية لمعاينة أكبر عدد من الحالات والتخفيف من التكدس والسرعة في إجراء الفحص والمعاينة في أقل وقت ممكن إلاّ أنّ الواقع يبرهن أنّ كل محاولاتهم تذهب سدى وبالتالي يتوجب على كل العاملين بذل طاقة استثنائية للتعامل مع كل هذه الأعداد الغفيرة من المرضى. 

نحن نتفق مع ما تؤكده وزارة الصحة مرارا بأنّ عددا من المترددين على القسم من الممكن معالجتهم لدى المراكز الصحية. فهناك من يفزع لأبسط عارض صحيّ ويخالجه الشك بأنّه يمر بوضع حرج، لكنّ الذّي يتوجب على الوزارة أن تنهض به هو تكثيف حملات التوعية لمساعدة الناس على معرفة متى يكون قسم الطوارئ الخيار الأصح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .