العدد 3025
الأربعاء 25 يناير 2017
banner
كلهم يتشابهون
الأربعاء 25 يناير 2017

بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما كزعيم للولايات المتحدة الأميركية فإنّ شعورا بالفقد أو الخسارة لدى البعض يجتاح وسائل التواصل. لعل المثال هنا ما امتلأ به العالم الافتراضي من عبارات نعتت أوباما بالرجل النظيف والبسيط والطاهر... إلخ. ولكن الحقيقة أنه لا يوجد مبرر لإسباغ مثل هذه النعوت عليه. إنّ ذاكرة الشعوب العربيّة تعرف أنّ اوباما خذل العرب في مواقف لا حصر لها. إنه من وقف متفرجا على جرائم العصابات الصهيونية بحق أهلنا في فلسطين، وهو من يقف وراء انفصال جنوب السودان، إذا لم تكن بلاده المخطط للانفصال. ولا تبرح الذاكرة انحيازه السافر لبلدان معادية لأمتنا لتقوم بتدخلاتها وتفرض هيمنتها ضد إرادة الأمّة.

ذات مرة صرّح الرئيس أوباما بأنّ "لدى العرب مشاكل تاريخية منذ قرون وأنه لا يستطيع التدخل فيها"، وإذا سلمنا بصحة ما ذهب إليه فهل  الولايات المتحدة لم تكن ضليعة في صناعتها بتدخلاتها المباشرة في شؤون بلداننا العربية؟ وهل هناك عربيّ واحد يمكن أن يغيب عن ذهنه انّ أميركا لها صلة بالفوضى التي تغرق فيها دول العالم ومن بينها بالطبع العربية؟ 

في خطاب الاتحاد الذي ألقاه قبيل أيام اعترف أوباما بأنّ أكبر انجازات ادارته وأد الربيع العربيّ وقال أيضا "أنتم تعلمون أنّ الثورات التي نشبت في الشرق الأوسط وشمال افريقيا عام 2011م هددت أمن صديقتنا إسرائيل التي نعد بقاءها في ذلك الجزء من العالم مرتبطا ببقاء هويتنا نحن. ولهذا كانت نظرتنا الى تلك الثورات بصفتها خطرا كامنا لابدّ من اجهاضه ونجحنا بالتعاون مع حلفائنا". 

الأخطر في الخطاب أنّ الولايات المتحدة استطاعت أن تحول ليبيا الى دولة فاشلة، ووضع الشعوب العربية تحت التحكم. 

والآن وبناء على ما ورد في خطاب الاتحاد ما النتيجة الممكن لنا أن نتوصل اليها؟ إنّ المعلومات المشار اليها تعطينا قناعة بأنّ مصلحة اسرائيل تعلو على مصالح الأمة قاطبة ولتحقيق هذا الهدف فإنّ على دولنا الانصياع لإرادة أميركا!

ختاما بقي القول إنّ أوباما يغادر موقعه في البيت الأبيض دون أن يترك فراغا يشعر به أحد، بل إنّ التاريخ لن يحتفظ له بإنجاز يوازي ما أنجزه زعماء تاريخيون سابقون للولايات المتحدة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .