العدد 3045
الثلاثاء 14 فبراير 2017
banner
شبابنا المخترعون أين يذهبون؟
الثلاثاء 14 فبراير 2017

لم يكن أمرا مفاجئا فوز خمسة من أبناء البحرين باختراعات متميزة في المعرض الدولي بدولة الكويت، فطوال سنوات وشبابنا يؤكدون تميزهم وجدارتهم في كل ميادين الإبداع العلمي والتقني، غير أنّ الأهم أنّ أصحاب الاختراعات صححوا الصورة المطبوعة في أذهان الكثير بأننا أمة تعيش الجهل ولا موطئ قدم لنا بين الأمم، وهذا لعمري منتهى الظلم وغاية الاستخفاف بما يزخر به وطننا من مواهب وطاقات. 

مما يؤسف له حقيقة أنه بالرغم مما حققته بلداننا العربية والخليجية من تقدم إلاّ أنّ هناك من دأب على وصمنا بالجهل والتخلف! صحيح أنه لا يمكن مقارنة ما تحقق من منجزات بما هو في الغرب وصحيح أيضا أننا لا نزال مستهلكين لمنتجات الغرب والشرق معا إلاّ أن الذّي يجب الاعتراف به أنّ لدينا عقولا تضاهي ما لدى دول العالم وقد تفوقها، ولسنا بصدد الكشف عن العلماء والمخترعين العرب ممن طبعوا بصماتهم في غير مجال علمي وتكنولوجي وانتزعوا إعجاب العالم. 

قد يتساءل البعض محقاً: أين إذا تكمن العلة؟ إنّ علّة تأخرنا ليست بحاجة الى عناء كبير لمعرفتها، ببساطة تتمثل في قلة الاهتمام بالبحث العلميّ. إنّ نسبة ما تنفقه مؤسساتنا في طول العالم العربي وعرضه على البحث العلميّ مخجلة إذا علمنا أنّ إسرائيل وحدها بلغ حجم إنفاقها 17 ضعف إنفاق العرب مجتمعين، ألا يجدر بنا بعد هذه الحقيقة المفزعة أن نتساءل أين هو موقعنا كعرب على خارطة الاختراعات العالمية؟ هذا بالتأكيد يتطلب من المسؤولين العرب على اختلاف مواقعهم ضرورة معالجة هذا الخلل الفادح وأن يدركوا أن اللحاق بركب التقدم لا يمر إلاّ باحتضان الكفاءات والطاقات العربية ولا يتحقق هذا إلا برصد موازنات سخية للبحث العلمي، وإذا كنا نتطلع إلى حجز موقع لنا بين الأمم فلا مناص من تغيير المناهج وإرساء طرق تعليم حديثة تواكب العصر. 

ويبقى أن نتساءل في الختام هل هناك جهة تتبنى اختراعات هؤلاء الشباب - وهي التي أدهشت العالم - أم أنّ مصيرها في الأدراج كالعادة؟ يبدو أنّها مسؤولية تقع على عاتق الجميع من هيئات رسمية ومؤسسات المجتمع ولا يجب التخلّي عنها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية