العدد 3058
الإثنين 27 فبراير 2017
banner
حلول جذرية للازدحامات المرورية!
الإثنين 27 فبراير 2017

سبق لي أن كتبت مقالاً عن تزايد أعداد المركبات في المملكة، والجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الرشيدة لإيجاد حلول جديّة وجذريّة لمعالجة مشاكل الازدحام المروري في جميع مناطق البلاد الحيوية التي نشاهدها في جميع الأوقات وليس فقط في أوقات الذروة، علماً أن الحلول الحالية لم تعد تفي بالغرض وذلك نتيجة الازدياد المضطرد للمركبات في الشوارع الناتج بطبيعة الحال عن الزيادة السكانية. 

إن عدد المركبات وصل إلى أكثر من 650 ألفا مقابل مليون وثلاث مئة ألف نسمة وفق تقارير 2014م. وأقولها مع الأسف الشديد، إننا لا نرى حلولاً جذرية حتى الآن، إضافةً إلى أن أمطار الخير والبركة التي هطلت علينا منذ أيام أظهرت عيوباً  كبيرة في الشوارع، وتسببّت في حدوث أضرار كثيرة للبنية التحتية الحاليّة. 

ليس من اللائق في بلد متطوّر كالمملكة أن نرى مثل ما رأينا من كمّ التعليقات الساخرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى في محطات التلفزيون والإذاعة، ولكنني يمكنني القول إن معظم تلك التعليقات لها أعذارها، بل كشفت المستور، وكما يقولون “المخفي أعظم”.  

أرى شخصياً أنه لا مفر من وجود نظام متكامل في جميع وزارات المملكة، يعمل ضمن منظومة شاملة من أولويات مهامها رفع التقارير للوزير المعني. لم نعد راغبين في رؤية تلك التغطيات الصحافية المتكررة عن زيارات الوزراء فهذا من صميم أعمالهم، ولكننا نريد رؤية عمل جماعي وحلول جذريّة وإنجازات تتحدّث عن نفسها. اقتراحي المتواضع الذي قد يُسهم ولو بشكل بسيط في حل هذه المعضلة هو أن يتم تطبيق “الدوام المرن” (Flexi- time) لجميع وزارات الدولة وهيئاتها الحكومية، إذ نرى حالياً أن جميع موظفي المملكة يتجهون إلى أعمالهم في وقت واحد، الأمر الذي يمكن اعتباره من المسببات الأساسيّة للازدحام في شوارع المملكة. إن هذا النظام تمّ تطبيقه بالفعل في العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة في المملكة، وحسب علمي فإنه حقق أهدافه التي وضع من أجلها منذ فترة طويلة حيث يمنح هذا النظام مرونة قد تصل في بعض الأحيان إلى ستين دقيقة في الصباح الباكر. 

شخصياً أرى أنه الحل الأمثل والبسيط وغير المكلف، ويحتاج فقط لشيء من التنسيق بحيث يقوم ديوان الخدمة المدنية بتنظيم هذه العملية مع جميع الجهات الرسمية الراغبة في تبنّي هذا النظام، وفي معظم الأحيان فإننا قد لا نحتاج سوى إلى تبسيط الأمور والنظم والابتعاد عن البيروقراطية والتعقيدات. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .