+A
A-

الأمير خليفة بن سلمان استوعب بكفاءة واقتدار المتغيرات التاريخية في بلاده والمنطقة

أبرزت الصحف القطرية باهتمام بالغ صباح أمس الفعاليات التي قام بها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة خلال زيارة سموه إلى دولة قطر الشقيقة، ومدى الاحتفاء الذي استقبل به والوفد المرافق له، ولقاءات سمو رئيس الوزراء، الذي وصفته بضيف قطر الكبير، المكثفة ومباحثات سموه الواسعة مع كبار المسؤولين بالدولة.

علاقات تتجاوز تعبيرات المصالح

وقالت صحيفة “العرب” في افتتاحيتها إن “ما حظي به الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة من استقبال حافل على المستويات كافة في بلده الثاني قطر، يترجم كل المعاني التي ذكرها سموه قبل قدومه للدوحة”، مشيرة إلى أن “صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أكد عمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين بلاده ودولة قطر، وأهمية زيارته الدوحة في توثيق عرى التعاون بين البلدين، وتبادل وجهات النظر في الموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين، والتطورات التي تشهدها المنطقة لما فيه خير وصالح البلدين وشعبيهما”.

وأضافت أن سموه “نوه بأن مثل هذه الزيارات المتبادلة بين القادة وكبار المسؤولين تصب في صالح تعزيز مسيرة دول مجلس التعاون، ودورها في زيادة التنسيق لمواجهة التحديات والمتغيرات في المنطقة”، لافتة إلى أن “الزيارة الكريمة تعبر عن حرص قيادة البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق والتعاون القائم بينهما، لاسيما في ظل التحديات الجسام التي تواجه المنطقة”.

وأكدت “أن ما جرى خلال الزيارة من بحث للعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين وأوجه دعمها وتطويرها في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة شعبيهما، إضافة إلى سبل تعزيز العمل الخليجي المشترك، يعطي التعاون المشترك دفعة إضافية لعلاقة البلدين الشقيقين، ويزيد لُحمة البيت الخليجي الواحد، خصوصا أن قطر ستبقى شعباً وقيادة تعمل بكل ما في طاقاتها، وتسخّر إمكاناتها كافة لتعزيز مسيرة العمل المشترك لمجلس التعاون”.

ورأت الصحيفة أن “ثمة إجماعاً في البلدين الشقيقين على أن العلاقات الثنائية تتجاوز تعبيرات المصالح؛ لأن المصالح المشتركة هنا، تأتي نتاجاً طبيعياً لعلاقات تأسست تاريخياً على فهم واحد ومشترك للمنطقة، ولحياة شعوبها التي تبقى وفق أواصر القربى شعباً واحدا”.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: “أهلاً وسهلاً بالأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في بلده الثاني، وإن قطر والبحرين ستبقيان جغرافياً ووجدانياً كياناً تجمعه الكثير من الروابط ضمن بيتهما الخليجي العروبي الإسلامي الواحد”.

زيارة مباركة وآفاق                      رحبة من التعاون.

من جهتها، قالت صحيفة “الشرق” في رأيها إن “الاستقبال الكبير والحفاوة البالغة التي خص بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد أخاه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تعكس عمق العلاقات الراسخة والإستراتيجية، والحرص على التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين”.

وأشارت إلى أن الزيارة وما جرى خلالها من مباحثات تعكس “حرص قيادتي البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق والتعاون القائم بينهما لاسيما في ظل التحديات الجسام التي تواجه المنطقة، بما في ذلك بحث العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين وأوجه دعمها وتطويرها في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، والعمل على تعزيز العمل الخليجي المشترك”.

ووصفت الصحيفة الزيارة بالمباركة؛ لأنها “ستدفع بالعمل الثنائي والخليجي المشترك إلى آفاق أرحب من التعاون والتنسيق، خصوصا في ضوء التحديات الخطيرة المحيطة بالمنطقة، كما ستضع هذه الزيارة المباركة لبنة جديدة تعزز تماسك الكيان الخليجي ورص صفوفه من خلال توحيد الرؤى وتكثيف اللقاءات وزيادة التنسيق للحفاظ على أمن واستقرار ورخاء دول مجلس التعاون وشعوبها”.

 

الزيارة ترجمة حقيقية  لكل ما يربط البلدين

بينما اعتبرت صحيفة الوطن “أن ما بين الدولتين ليس فقط أدبيات المنظومة الخليجية الواحدة، وإنما تاريخ عريق، ودين، ولسان عربي مبين، وصلات دم، وأنه تكاد تمحو الحدود بينهما”، مؤكدة أنه “من الطبيعي أن تتواصل الزيارات واللقاءات بين القيادة العليا في الدولتين، وأن يظل التشاور قائما في كل الأحوال، وأن تنمو العلاقات، وتتعزز المصالح المشتركة، باستمرار، وأن تدوم المحبة، وروح الإخاء، بين الشعبين الشقيقين”.

واعتبرت الصحيفة أن الزيارة “تجيء ترجمة حقيقية لكل ما يربط الدولتين الشقيقتين، وتعزيزا للعلاقات المشتركة، وتنميتها على الأصعدة كافة، لما فيه خير الدولتين والشعبين، معا، وأن مباحثات حضرة أمير البلاد المفدى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، عززت العلاقات لمجابهة ما تمر به المنطقة من تحديات ضخمة، وبكل ما تمليه حتميات المحافظة على الإنجازات كافة في دول الخليج العربية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “أهمية الزيارة تنبع أيضا من الوفد البحريني الرفيع الذي رافق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان”، معتبرة أن الكثير من شواهد تنامي العلاقات المشتركة جاءت في وقتها تماما، وستكون لها بإذن الله مردوداتها الإيجابية جدا على الدولتين، والمنظومة الخليجية الواحدة: مجلس التعاون الخليجي”.

 

علاقات ضاربة في عمق التاريخ

وأكد رأي صحيفة “الراية” أن “استقبال أمير البلاد المفدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، يعد تأكيداً جديداً على عمق العلاقات القطرية البحرينية الأخوية والضاربة في عمق التاريخ والمنطلقة من مبادئ الجوار ووحدة المصير والتاريخ المشترك، وأن العلاقات القطرية البحرينية ظلت على الدوام علاقات أخوة ومحبة ونصرة لكلا الجانبين، فسمو الأمير خليفة بن سلمان حلّ بين أهله في دوحة الخير والعروبة التي ترحب بالجميع وتسعى لمد جسور المحبة مع الجميع، لاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي وبالأخص البحرين”.

ورأت الصحيفة أن “الزيارة الكريمة لسمو رئيس مجلس الوزراء إلى قطر تعكس حرص قيادة البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق والتعاون القائم بينهما”، موضحة أن الزيارة “تبث دماء جديدة في عروق العلاقات المتجذرة، وتؤكد الدوام أن دول الخليج تنسق فيما بينها على أعلى المستويات”.

وأضافت أن “دول مجلس التعاون لاسيما قطر والبحرين ليست بمعزل عن التطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية، لذا فإن مثل هذه اللقاءات والمباحثات على أعلى المستويات من شأنها تحصين الدولتين والشعبين الشقيقين ضد أي ارتدادات سلبية”.

وخلصت إلى أن “الدوحة والمنامة تتطابقان في الرؤى والأفكار تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية؛ لأن الهم واحد والمصير واحد، فقطر أكدت أكثر من مرة على أن أمن واستقرار البحرين هو من أمنها واستقرارها، وأنها ترفض أي إجراءات تمس أمن واستقرار البحرين وتعرّض من يقيم على أرضها للخطر، فقطر تقف مع البحرين في كل الإجراءات التي تتخذها وتراها مناسبة ضد زعزعة الاستقرار، وهي رسالة واضحة بأن قطر لن تسمح لأي جهة كانت بأن تعبث بأمن البحرين أو دول مجلس التعاون الخليجي”.

 

زعيم خليجي كبير نبادله حبا بحب

من جانب آخر، قال “أحمد علي” بصحيفة الوطن: “إن قطر تفتح ذراعيها ترحيباً بمقدم رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بمملكة البحرين الشقيقة”، معتبرا أن “الدوحة تنثر زهوراً احتفاء بهذا القدوم الميمون لضيف البلاد الكبير، والذي يحل أهلاً ويطل سهلا”، وأضاف: “أهلاً.. وأهلاً.. وأهلاً.. نرددها في أرجاء قطر، لتصل إلى أجواء البحرين، وأهلاً وسهلاً نقولها في سماء الدوحة لتصل فضاء المنامة، فتجعلنا نردد سوياً: “هلاَ باللِي لفَاني يا هلَا به”.

وأكد الكاتب أن “الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة شخصية عزيزة على قلوبنا جميعاً؛ لأنه زعيم خليجي، يحب قطر والقطريين، ولهذا نبادله حباً بحب، وهو يحظى باعتزاز وتقدير أبناء الشعب القطري، بمختلف فئاته، وكل مكوناته، وكافة مستوياته”.

وأشار إلى أنه “عندما تعرض سموه حفظه الله إلى وعكة صحية طارئة، كانت أكفنا ترتفع إلى السماء، وألسنتنا تلهج بالدعاء له، بأن ينعم الله عليه الصحة، وموفور العافية، ويحفظه زعيماً لوطنه”، مشيرا إلى أن “ما يميز سموه، أنه عندما تتشرف بفرصة الجلوس معه، يسألك عن كل شيء في قطر، وتجده يتابع كل صغيرة وكبيرة عن واقعها ووقائعها، ولهذا يسألك بحماسة عن الجسرة وأهلها، ويحدثك بإخلاص عن الريان وشخصياتها وشخوصها، ويسترجع معك تفاصيل المكان، وأحداث الزمان، دون أن يضيع العنوان”.

واعتبر الكاتب “أن هذا ليس غريباً على الأمير خليفة بن سلمان الذي يمتاز برحابة الصدر، وسماحة الخلق، وسعة الاحتمال، وهو الشغوف باستحضار التاريخ؛ لأن وطنه البحرين يتكئ على خمسة آلاف سنة من حضارة دلمون!”، مؤكدا “أن تاريخ البحرين المعاصر يرتبط بشخص صاحب السمو الملكي، والذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع حقب خليجية، وأحداث سياسة، ومراحل حضارية، وشخصيات تاريخية عاصرها وعايشها، ولهذا يحدثك وكأنه مؤرخ في ثوب أمير، أو أمير في شخصية مؤرخ”.

وتابع: “لأن التاريخ شغفه الدائم، وهو به خبير وعالم، فقد استطاع بكفاءة واقتدار، أن يستوعب المتغيرات التاريخية التي شهدتها بلاده والمنطقة، وعرف كيف يتعامل معها، وكيف يتفاعل ويشارك فيها، بصفته عميد رؤساء حكومات العالم”.

وأردف أنه “من خلال تجربته التاريخية الفريدة، المبنية على الأفكار الحكيمة، والآراء السديدة، في إدارة شؤون البحرين، ورئاسة حكوماتها المتعاقبة، والتي تمتد إلى أكثر من نصف قرن، فقد منح بلاده هويتها المميزة في المنطقة، وأعطاها شخصيتها الخاصة في الإقليم الخليجي، واستطاع بنظرته الثاقبة، وخطواته الواثقة التعامل مع قضايا البحرين الداخلية والأحداث الخارجية، ونجح بفطنته وسرعة بديهيته في قراءة الأحداث ومواجهة التحديات، واتخاذ القرارات المصيرية التي ساهمت في رفعة بلاده، وعلو شأنها”.

واستطرد قائلا: “إن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يوصف داخل البحرين وخارجها بأنه رجل الدولة الحكيم البارع في شؤون الحكم، القادر على إدارة ملفات الحكومة، والذي أعطى لوطنه قلبه النابض بالحب، فمنحته البحرين قلبها الخافق بالمحبة، والذي وهب عمره لها، فكرسته زعيما ورائداً لمسيرتها التنموية”.

وأوردت الصحيفة أن “هذه الصفات ليست غريبة على سمو رئيس الوزراء الموقر، فهو تاريخ يصنع تاريخاً لبلاده، ويترك المجال فسيحاً أمام المؤرخين، والباب مفتوحاً أمام المراقبين، ليكتبوا عن تاريخه الحافل، في كافة المحافل”، معتبرة أنه عندما يزور الدوحة رجل بهذه الصفات الإنسانية، والخبرات القيادية المتراكمة لا نملك سوى الترحيب الحار بقدومه، حيث تكتسب الزيارة الأخوية التي يقوم بها أهمية خاصة، وأصداء خالصة، في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة”.

وبيَّن الكاتب أن “الزيارة تأتي في الوقت الذي ينبغي فيه أن تتوحد مختلف الجهود الخليجية لمواجهة التحديات الخارجية، انطلاقاً من توحيد الرؤى السياسية”، لافتا إلى أن الزيارة “ليست وليدة لحظة سياسية عابرة، أو ظرف إقليمي راهن أو واهن، بل هي ثمرة من ثمرات العلاقات الأخوية المشتركة، والتي تجمع البلدين الشقيقين وتربط بين الشعبين التوأمين”.

وأضاف “أن التشاور بين القيادتين يعد مطلباً أساسياً للوصول إلى الأهداف المرصودة، والغايات المنشودة، في إطار بيتنا الخليجي الواحد”، مشيرا إلى “أن المعاني التي نستخلصها من الزيارة كثيرة، لكن أبرزها أن قطر والبحرين بيت واحد، وسقف واحد، وأسرة واحدة، وأن ما يربط بين الطرفين من أخوة ومحبة يزيد يوماً بعد يوم، ويتواصل من عهد إلى عهد، ومن عصر إلى عصر”.

وخلص إلى أنه “إذا كانت العلاقات القطرية البحرينية تمتاز بالخصوصية، فإن سمو الأمير خليفة له دور كبير في إرساء قواعدها، وترسيخ ركائزها، والانطلاق بها إلى آفاق التعاون المشترك، انطلاقاً من توجهات أمير البلاد المفدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتوجيهات أخيه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة”.