العدد 3078
الأحد 19 مارس 2017
banner
يودعون العام الإيراني بالاعتقالات!
الأحد 19 مارس 2017

من الأعراف السائدة في كل أنحاء العالم، أن يتم توديع كل سنة واستقبال الأخرى بمظاهر الفرح والسرور والتفاؤل والثقة بالمستقبل، لكن يبدو أن هذه الأعراف الإنسانية السائدة في كل الدنيا لا أثر لها أو صدى لدى نظام الملالي في إيران الذي يعتبر جميع مظاهر الفرح والسرور بمثابة أعداء.

في خضم الاحتفالات الجارية في داخل إيران بتوديع السنة الإيرانية التي تتخللها مظاهر الفرح والاحتفالات بطرق مختلفة، فإن الأجهزة الأمنية القمعية أعلنت أنها اعتقلت حوالي 1500 شخص خلال احتفالات وطنية لنهاية السنة الإيرانية، وهذه الاعتقالات وبحسب بيان خاص للمقاومة الإيرانية تأتي “ردا مذعورا من قبل قادة النظام على قيام الشبان بتحويل الاحتفالات إلى مشهد للمواجهة مع النظام الاستبدادي وفرصة لإبداء الاشمئزاز منه رغم كل التهديدات التي أطلقها النظام”، وهذه الممارسات القمعية التعسفية يقوم بها نظام الملالي عوضا عن مشاركته الشعب مظاهر الفرحة والبهجة كما هو سائد في معظم دول العالم.

نظام الملالي في إيران منذ تأسيسه المشؤوم، لم يكن بوسعه تقديم أي شيء للشعب الإيراني سوى القمع والجوع والإعدام والفقر والحرمان والسجون والعزلة عن العالم، ويحرص كل عام على اتخاذ مختلف أنواع الإجراءات والتحوطات الأمنية خوفا من أن تنقلب مظاهر البهجة لدى الشعب الإيراني المحروم منها ومن حرياته الأساسية انتفاضة غضب عارمة ضده خصوصا أن مآسيه ومصائبه الكثيرة التي جلبها على هذا الشعب قلبت حياته جحيما، وأن الملالي يعلمون علم اليقين أن الشعب الإيراني ينتظر اللحظة المناسبة للخلاص منهم إلى الأبد، ولذلك فإن هذا النظام يظل في حالة من الاستنفار ضد الشعب في نهاية وبداية كل عام إيراني.

الملفت للنظر، أن احتفالات توديع السنة الإيرانية الحالية واستقبال العام الجديد، أقيمت حتى داخل السجون، كتحد للنظام ورفض لمنطقه المعادي للإنسانية، حيث أقام السجناء السياسيون في سجن جوهردشت بمدينة كرج هذه الاحتفالية رغم كل القيود المفروضة عليهم رافعين شعار “الموت للدكتاتور” و”الموت لمبدأ ولاية الفقيه”، وهذا يبين ويثبت مدى اتساع وتزايد الرفض الشعبي لهذا النظام، خصوصا أنه وبموجب بيان المقاومة الإيرانية فإنه في كثير من المدن بما فيها طهران ومشهد شن الشبان برمانات مصنوعة يدويا هجوما على عناصر البسيج كما خاض الشباب الأبطال في بعض المدن مثل طهران وشيراز وأصفهان ومشهد وياسوج وشهر كرد مواجهات مع عناصر قمعية أرادت منع إقامة الاحتفالات، كما أحرق الشباب في طهران وأراك ورفسنجان ولنغرود ورشت صور خامنئي وخميني، ما يعني أن الشعب لم يعد بوسعه أن يتحمل إلى ما لا نهاية وأن هذه التحركات الاحتجاجية دليل على أن أيام هذا النظام باتت معدودة. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية