العدد 3098
السبت 08 أبريل 2017
banner
إعادة النظر في الحركة عند النقاط الحدودية
السبت 08 أبريل 2017

عقدت العزم مع عدد من الأصدقاء وقررنا الذهاب إلى دولة قطر الشقيقة أثناء عطلة نهاية الأسبوع وهذا ما يقوم به الكثير من مواطني دول مجلس التعاون الذين اعتادوا الترحال بين دولهم عن طريق البر وخصوصا عندما يكون الطقس جميلاً مثل هذه الأيام، فالسفر بالسيارة خلال فصل الشتاء يكون أمراً في غاية المتعة حيث لا تخلو دول مجلس التعاون من المقومّات السياحيّة الرائعة.

كما تواصل حكومات دول الخليج بذل جهودها الحثيثة في تنظيم البرامج والفعاليات الترفيهية والثقافيّة المتنوعّة سعياً لاجتذاب الزوار، وهو عمل يستحق الشكر والثناء إذ لابد من تشجيع السياحة البينية ووضعها على سلّم الأولويات.

وعودة إلى موضوع سفري، لم نستغرق سوى 3 ساعات فقط حتى وجدنا أنفسنا على مشارف قطر الحبيبة، وبالقرب من حدودها، غير أن الأمر المثير للاستغراب هو قضاؤنا أكثر من ساعتين ونصف الساعة على الحدود، فهل يعقل ذلك؟ هل يُعقل أن نظل عالقين بين نقطة حدودية كل هذه الفترة الطويلة؟! 

شخصياً لا أعلم ما الذي يفعله بالتحديد موظفو الجوازات والجمارك، ولماذا  يستغرقون مثل هذا الوقت الطويل جداً؟ وأنا هنا لست في مجال انتقاص قدرهم أو ما يقومون به في نطاق عملهم، إذ لاشك أنهم يقومون بجهود جبارة، وفي ظروف عمل غير مريحة من ناحية ابتعادهم عن مدنهم، ولكن ما أردت الإشارة إليه هنا هو ضرورة أن يقوم المسؤولون بوضع حلول جذرية لهذه المشاكل التي لا تخدم أحداً وخصوصا إذا كنا نسعى لتشجيع السياحة البينية بين دول مجلس التعاون. 

في اعتقادي الشخصي ينبغي على الحكومات في المنطقة الخليجية أن تنظر بعين الاهتمام لفترة الشتاء التي تزداد خلالها أعداد الزوار، وينبغي البحث عن حلول ناجعة لمثل هذه المشاكل التي يعاني منها كل مستخدمي الطرق البريّة بين الدول الخليجية، وذلك من أجل تعزيز السياحة التي يمكنها أن تُسهم بشكل إيجابي في اقتصاديات تلك الدول. 

كانت التجربة تثير الاستغراب، فدولنا الخليجية تمتلك بفضل الله تعالى الإمكانيات والميزانيات الضخمة، ولديها من الخبرة ما يؤهلها لتقديم أداء أفضل لانسياب حركة الزوار في المناطق الحدودية، خصوصا أن مثل هذه المناطق تُعتبر في واقع الأمر واجهة الدول، شأنها في ذلك شأن المطارات تماماً. 

كما ينبغي كذلك توفير استراحات راقية عند نقاط الحدود تتوفر فيها أبسط الخدمات، حيث من المؤسف غياب مثل هذه التسهيلات للعابرين. وعليه، فإنه يجب إعادة النظر في الخدمات التي يتم تقديمها في النقاط الحدوديّة والعمل على تحسينها ولا يعيب أن نستعين بخبرات أجنبية عريقة في هذا الجانب، ففي الدول المتقدمة، وأنت تقود السيارة، لا تشعر حتى أنك عبرت دولة ودخلت دولة أخرى، وإن كانت هناك إجراءات فهي دائماً ما تكون مريحة وسهلة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .