العدد 3116
الأربعاء 26 أبريل 2017
banner
المالكية.. بالبحريني “بطل”.. وبالإنجليزي “أعجوبة”
الأربعاء 26 أبريل 2017

يقال إن مكاتب المراهنات العالمية لم تضع في حساباتها إمكان فوز ليستر سيتي المغمور بلقب الدوري الإنجليزي في ذلك الموسم، فاضطرت لدفع مبالغ هائلة لمقامرين محظوظين “قلوبهم ميتة” و”أفكارهم مجنونة”.

وبالفعل، من تصوّر أن يكون ليستر بطلاً للبريمرليغ ذات يوم؟ حتى في الأحلام، لم يكن المراهن عليه سوى شخص مقامر وربما حالم أكثر من اللازم. 

ويبدو أن ليستر سيتي ذاته لم يكن على ثقة بإمكان تفوقه على عمالقة الكرة الإنجليزية في واحدة من أقوى المسابقات العالمية مع مدربهم الإيطالي العجوز كلاوديو رانييري، الذي فشل مع أندية كبرى، أبرزها الأزرق اللندي تشيلسي، فأصبح يقود فريقًا مغمورًا تحوّل إلى أعجوبة.

لكنها “كيمياء”، تحدث كما تحدث “عجائب الطبيعة”، كسقوط كوكب بلوتون من المجموعة الشمسية، واعتباره قزمًا يسبح في المجرة، أو كإعصار “تسونامي المرعب” الذي دمّر شواطئ آسيا الساحرة، وأزهق أرواح 250 ألف بشري من سكان الكرة الأرضية في دقائق معدودة.

وكرة القدم لها عجائبها أيضًا، ليستر الإنجليزي كان إحداها، لكنه ليس آخرها، إذ يقترب نادي المالكية البحريني من تحقيق المفاجأة ذاتها على مستوى بطولة الدوري المحلي بعد تصدره المسابقة قبل جولتين من النهاية، بثبات وعزيمة مع فارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه المنامة.

ويبدو أن الملكاوية في طريقهم بالفعل لتحقيق “الأعجوبة” إذا ما كسبوا رهان الحفاظ على الصدارة في المباراتين المقبلتين أمام النجمة والرفاع، فليس ثمة شيء أكثر إبهارًا من الفوز بسباق تبدو فيه أقلّ مقدرة وإمكانات من الآخرين “بشكل سافر”، إذ لا يخفى على أحد أن “المالكية البطل” هذا، يُسير نشاطه الكروي على “بركة الموجودين” لعدم وجود “موارد مالية” كبقية الأندية التي ينافسها.

لكن ماذا يمكن القول عندما تتعلق المسألة بـ “النفوس”، وليس “الفلوس”. فقد نسينا قدرات “الموارد البشرية” في خضم متابعتنا للأرقام الخيالية المرصودة من جانب الأندية الكبيرة التي تعتقد واهمة أن “المال” وحده من يغيّر “الحال”، فجاء المالكية ليثبت أن الأمور لا تسير بهذه الطريقة على الدوام.

ولعلّ الملكاوية أدركوا مبكّرًا أهمية الموضوع وفطنوا “الخلطة السحرية”، فعملوا خلال السنوات الست الماضية على إعداد جيل مشتعل بالحماسة من اللاعبين الشبان المميزين، وأطلقوهم في منافسة حامية الوطيس. والحق أنهم نجحوا في مساعيهم، فهم يتصدرون قائمة الترتيب على المحرق والرفاع والمنامة والأهلي وبقية الأندية ذات الوزن الثقيل.

لذلك، اسمحوا لي أن أكون مقامرًا هذا اليوم، وأضع ثقتي في المالكية ليكون بطلاً للدوري للمرة الأولى في تاريخه حتى وإن كانت المسابقة لا تزال في أرضية الملعب، فأنا لست مجنونًا أو متحاذقًا، عندما أقول إن “فارس الغربية” سيبقى هو البطل بفضل إصراره وطموحه، ذلك أن “التاج الحقيقي” هو أن تتفوّق على نفسك وتخلق واقعًا جميلاً من قلب واقع مؤلم، ولكم التحية والاحترام يا أبطال المالكية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية