العدد 3119
السبت 29 أبريل 2017
banner
من أجل اجتثاث شجرة التطرف والإرهاب من جذورها
السبت 29 أبريل 2017

انتشار الأفكار الدينية التكفيرية والمتطرفة لم يتوسع بالصورة الحالية إلا بعد مجيء نظام الملالي في طهران وما بذله من جهود مشبوهة وخبيثة من أجل تصدير هذه الأفكار الظلامية المتخلفة البالية، والذي يجب أن نشير إليه ونتوقف عنده مليا هنا، أن نجاح الثورة الإيرانية بعث الأمل والتفاؤل في نفوس وأرواح الشعوب وجعلها تتوسم فيها الكثير، لكن ما إن استتب الأمر ونجح رجال الدين في ركوب موجة الثورة وتجييرها لصالح أهدافهم الضيقة، حتى اصطدمت الشعوب ونهضت من حلم وردي على حقيقة مؤلمة ومؤذية.

الملالي الحاكمون في إيران، منذ الأيام السوداء الأولى من نجاحهم في مصادرة الثورة، بدأوا التشديد والتضييق على النساء الإيرانيات ومصادرة حقوقهن وتحجيم حرياتهن وتحركهن خصوصا أنهن لعبن دورا بارزا ومشهودا في أحداث الثورة الإيرانية وكن بمثابة الجندي المجهول المضحي الذي ساهم بإنجاحها وإسقاط النظام، ويبدو أن الملالي أرادوا سد هذا الباب وعدم السماح بتكرار هذا الدور مستقبلا، لذلك اعتقدوا أن تكبيل النساء الإيرانيات سيغلق أبواب الثورة والتغيير ضدهم.

في العام الأول بعد نجاح الثورة الإيرانية، وعند إصدار النظام أوامره بفرض الحجاب على المرأة، قامت مظاهرات نسوية حاشدة ضد هذا الإجراء والملفت للنظر أن عضوات منظمة مجاهدي خلق شاركن وساهمن في هذه التظاهرات ووقفن ضد هذا الإجراء حيث أعلنت منظمة مجاهدي خلق رفضها الإجراء ومساندتها المطالبات، لهذا قام النظام الديني بصب جام غضبه وجنونه على المنظمة وجعلها هدفا من أهدافه، ذلك أن النظام لم ولن يرغب أبدا في التراجع عن إجرائه هذا، وهذا الصراع بين الطرفين الذي تطور واتخذ أبعادا واسعة لا يمكن أن ننسى فيه زاوية الخلاف هذه، خصوصا أن المنظمة منحت المرأة الاهتمام الذي تستحقه ويتناسب مع مكانتها ودورها الاجتماعي والأسري، والمؤتمر السنوي الذي عكفت المقاومة الإيرانية “التي تمثل منظمة مجاهدي خلق أبرز أذرعها وتياراتها الفعالة”، على عقده منذ سنين طويلة، عكس نضالات المرأة وكفاحها المستمر لمواجهة الاستبداد وسعيها من أجل استحصال حقوقها المشروعة، وفي نفس الوقت فضح التطرف الديني “المتمثل بنظام ولاية الفقيه”، والتهديد الذي مثله ويمثله للمجتمعات.
نظام الملالي أشبه ما يكون بشجرة التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم، ولا يمكن إطلاقا التصور بأنه بإمكان شجرة الخبث هذه أن تبقى صامدة أمام الرياح العاتية طويلا خصوصا أمام إرادة وعزم الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، حيث إن هذه الشجرة سرعان ما تهتز بقوة وتجتثها رياح الغضب من الجذور، ولأن نهج معاداة المرأة هو المهيمن على فكر وممارسات هذا النظام، فإن تحرير المرأة ومساواتها بالرجل ودعمها ومساندة نضالها داخل إيران ضد هذه الشجرة الخبيثة كفيل بالتعجيل باجتثاثها من جذورها العفنة. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية