العدد 3130
الأربعاء 10 مايو 2017
banner
من حق النظام الإيراني أن يكون مذعوراً!
الأربعاء 10 مايو 2017

 

 نظراً إلى سلسلة التطورات التي شهدناها العام الماضي خاصة بعد رحيل باراك أوباما ووصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة ، كانت هناك توقعات عامة بأن الوضع في المنطقة والعالم سيتغير . لكن التطورات المتسارعة في الأسابيع القليلة الماضية بينت بأن المعادلة السياسية والعسكرية في العالم عموما وفي الشرق الأوسط تحديدا ستتغير وبسرعة.

هجوم صاروخي أميركي على أهم قاعدة عسكرية وكيماوية لنظام الأسد في سوريا ينم عن توجه هذه التطورات إلى جهة معينة وفي هذا السياق تحدث السفير الأميركي الأسبق في العراق رايان كروكر قائلا : "الهجوم الصاروخي على نظام الأسد هو مجرد بداية".

كما أكد سيباستيان جوركا، أحد مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إحدى الموقف التي اتخذها قائلا : "إن النظام الإيراني بعد الهجوم الصاروخي على نظام الأسد سيعيد حساباته"، ولو أن هذا التوجه جاء متأخرا بسبب اتخاذ الغرب سياسة المساومة مع إيران لاسيما في مدة 8 سنوات من فترة ولايتي باراك أوباما، ولكن ينبغي أن نشير إلى مرحلة البلوغ والنضج وارتقاء الحلول العملية والملزمة بوجه النظام الإيراني التي سنبحثها هنا بشكل وجيز.

نظرا إلى مواقف مسؤولين أميركيين كبار ضد النظام الإيراني في الأيام الأخيرة يبدو أن اتجاه السهم قد يتغير ليتوجه نحو النظام الإيراني، نحو المصدر الرئيس للأزمات في المنطقة، حيث أشار إلى هذه الحقيقة أيضا مسؤولون أميركيون كبار في الآونة الأخيرة.

كما قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، مؤخرا "إن النظام الإيراني يقف وراء أي مشكلة في المنطقة." (سكاي نيوز20 أبريل 2017) الحقيقة التي أعلنت عنها المقاومة الإيرانية قبل سنوات عديدة، والتي جرى تجاهلها من قبل الحكومات الغربية وغضت الطرف عنها عمدا. وتزامنت هذه التصريحات مع مؤتمر صحفي لوزير خارجية الولايات المتحدة، و في خطوة غير مسبوقة هاجم الأخير النظام الحاكم في إيران ولوح بسجل إجرامه مؤكدا "الحكومة الحالية في أميركا لا تنوي نقل الملف الإيراني إلى الحكومة المقبلة".

وقال الوزير ريكس تيلرسون في مؤتمر صحفي له في 21 أبريل 2017»: إدارة ترامب منشغلة حاليا بمراجعة سياستها تجاه النظام الإيراني ومن ثم لوح إلى عدة أدلة أهمها هي كالتالي :

النظام الإيراني هو الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم والمسؤول عن العديد من الصراعات التي تتصاعد وتقوض المصالح الأميركية في بلدان مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان.

يواصل النظام الإيراني دعمه لنظام الأسد القاسي في سوريا ، وهو المسبب في إطالة أمد الحرب التي راح ضحيتها ما يقرب من نصف مليون والملايين من المشردين.

وفي العراق يدعم النظام الإيراني الميليشيات العراقية وفي أغلب الأحيان عن طريق فيلق القدس التابع للحرس معرضا بذلك أمن واستقرار العراق للخطر لسنوات.

كما إن النظام الإيراني يدعم الحوثيين الذين يسعون لإسقاط الحكومة الشرعية في اليمن بمدهم بالمعدات العسكرية ودعمهم ماليا واستشاريا.

إيران لا تزال الأسوأ في مجال حقوق الإنسان بالمقارنة مع باقي دول العالم، حيث تزج بالمعارضين السياسيين بانتظام في السجون وقد يصل بها الأمر إلى إعدامهم.

النظام الإيراني دون أي رقابة من قبل المجتمع الدولي، يسير على نفس المسار الذي سارت عليه كوريا الشمالية وشغلت العالم معها، المقصود من الاتفاق النووي مع النظام الإيراني ليس سوى أن يؤخرهم من أن يصبحوا بلدا نوويا، وهذا الاتفاق ينم عن تلك السياسة الفاشلة مع النظام الذي يوشك أن يعادل خطره، خطر كوريا الشمالية ".

وبطبيعة الحال تصريحات هذا المسؤول الأقدم في الإدارة الأميركية تحظى بدعم المشرعين الأميركيين أيضا، وقال رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان، في هذا الخصوص: "يجب أن يعاقب النظام الإيراني بسبب نشره للإرهاب، والأسلحة وانتهاكه التجارب الصاروخية".

وكما وقال رئيس لجنة الأمن القومي والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايك ماكول أيضا في بيان له: "إن النظام الإيراني هو المسؤول المباشر عن الهجمات الإرهابية".

إنها لحقيقة أن يثبت وبالتجربة مرارا وتكرارا أن الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وعلى الرغم من كل المفاوضات والاتفاقيات الموقعة من قبل إيران مع الآخرين إلا أنها لم تتخل عن تحقيق أهدافها الشريرة. وستواصل عدوانها بطرق مختلفة بعيدا عن مرأى المجتمع الدولي لإبقاء حكمها.

والمؤتمر الأخير الذي أقامته المقاومة الإيرانية للكشف عن أنشطة النظام الإيراني لصنع قنبلة نووية، الذي عقد في يوم 21 أبريل 2017، لاقى ترحابا واسع النطاق من قبل الصحافة ومن المسؤولين الأميركيين ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي حديث لجون بولتون في مقابلة أجراها مع التلفزيون الأميركي فوكس نيوز صرح قائلا: "ينبغي أن تؤخذ المعلومات التي كشف عنها مجاهدو خلق بمحمل الجاد. فما ذٌكر أعلاه هو جزء من الواقع والضروري أخذه بعين الاعتبار لأجل خوض "المرحلة الجديدة"‎ التي لم يمر على انطلاقها سوى أشهر قليلة،‎ الحقيقة التي تقبلها بصدر رحب المجتمع الدولي لاسيما الشعب الإيراني وكذا شعوب الدول المجاورة‎، ولكن يجب أن لا تترك لإيران‎ ثغرة كما يجب سد الطريق أمامها...‎، وبعبارة أخرى، يجب أن يتحول هذه المواقف إلى تدابير عملية يمكن أن تشمل ما يلي:

·         تصنيف الحرس الإيراني في لائحة الإرهاب الذي يشكل الركن السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني الأساسي لبقاء النظام في الحكم. وهذه الخطوة الضرورية ستعقب طرد النظام من المنطقة.

·         إجراء تحقيقات بشأن انتهاكات النظام الإيراني الإرهابية وكذلك فتح ملفات انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وخارجها وإحالة جرائمه في حق الشعب إلى المحاكم الدولية.

·         الاعتراف بالمعارضة الإيرانية وإعادة كراسي وممثليات إيران إلى المقاومة الإيرانية التي اغتصبها النظام القمعي المتطرف على مدى ما يقرب من 40 عاما.

وفي تطورات المرحلة الجديدة التي تقع إيران في مركزها ينبغي أن تؤخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار وهي ما يلي:

أولا، النظام الإيراني يعيش الآن في أضعف مراحله منذ أربعة عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية القاتلة التي لحقت برأس النظام، مما قد يجعله آيلا للسقوط من الداخل.

ثانيا، النظام على أعتاب إجراء انتخابات رئاسية والمرشحين فيها هم من قتلة الشعب الإيراني، ورد الشعب المعلن لمثل هذه المسرحيات ظل واحدا وهو "لا" والشعب يريد تغيير النظام.

ثالثا، على الرغم من أن الشعب الإيراني في الماضي، وخاصة خلال عهد باراك أوباما قوبل بالخيانة وذلك بسبب اتخاذ الأخير سياسة الصداقة مع النظام القامع لانتفاضة الشعب الجماهيرية في عام 2009. ولكن الآن ينبغي على المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية الجديدة أن تتبنى سياسة مختلفة عن الماضي في هذا الصدد وإن تقف بجانب الشعب الإيراني .

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية