+A
A-

مكافحة الإرهاب يتصدر أولى جلسات “الإعلام وتحديات الخليج”

نظمت الجامعة الخليجية بمقرها صباح يوم أمس ملتقاها الإعلامي الأول “الإعلام وتحديات الخليج العربي”، وبرعاية كريمة من وزير شؤون الإعلام علي الرميحي، الذي مثله وكيل الوزارة عبدالرحمن محمد بحر، وبمشاركة أكاديمية وإعلامية وصحافية واسعة.

وكان من أبرز المشاركين في الملتقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الشؤون البرلمانية المصري السابق البروفيسور مفيد شهاب، والباحث السياسي ومستشار جمعية الصحفيين الكويتية عايد المناع.

وقال رئيس قسم الإعلام بالجامعة الخليجية “قسم الإعلام بالجامعة استشعر توجيهات وزارة التعليم ومجلس التعليم الأعلى للمتغيرات الخطيرة التي لا يمكن أن يتجاهلها القسم، سواء على المستوى الأمني، أو الاقتصادي، ولذلك جاء هذا الملتقى لكي يبعث برسالة واحدة، وهي كيف يمكن للإعلام الخليجي أن يدعم التحديات الأمنية القائمة في المنطقة، وكيف يمكن للإعلام الخليجي أن يدعم الاقتصاد القومي والوطني ببلدان الخليج والوطن العربي”.

وتابع “ممارسات الإعلام المهنية وغير المهنية، يمكن أن تكون معوقاً للتنمية الاقتصادية، ويمكن أن تكون دافعاً لتنمية الاقتصاد الوطني، ونعلم جميعاً أن الإعلام استخدم كثيراً لتغذية الأفكار المتطرفة، والتحريض على العنف والإرهاب، وفي الوقت الذي يمثل به الإعلام حلاً لكل ذلك بالتزامه ومهنيته”.

وزاد حارس “هناك علاقة وطيدة بين الاقتصاد والأمن، فحين تكون الأوضاع الأمنية غير مستقرة فبالتأكيد سوف يتأثر الاقتصاد الوطني بالخليج، وسوف تنفق أموال باهظة لكي تواجه الأفكار المتطرفة، وتقضي على أحداث العنف والإرهاب، وأيضاً حينما تكون الأوضاع الاقتصادية متدهورة، والأسعار مرتفعة، والاستثمارات متراجعة، فإن الحاقدين والأعداء يستغلون هذا المناخ؛ لأنه سيكون مناسباً لتحريض المواطنين على أفكار العنف والإرهاب، وعليه جاء هذا الملتقى والذي يجسد التحدي الذي نواجه جميعاً”.

وبدوره، قال رئيس الجامعة الخليجية مهند المشهداني إن من أهداف الملتقى تعزيز دور البحث العلمي في الجامعة الخليجية، من خلال مشاركة خبراء من ذوي الاختصاص للإسهام في دفع عجلة البحث العلمي، وتعزيز مكانة البحرين بهذا الجانب على المستوى العالمي، خصوصاً أن التوسع والنمو على مستوى التعليم العالي في المملكة قد فاق كل التوقعات، مع تحقيق الجامعات البحرينية أن تحقق قفزات نوعية، وإنجازات عالية في مجال التعليم العالي، وبفترة زمنية قصيرة وإستراتيجية، وبما يسهم في تطوير التنمية البشرية”. 

في الأثناء، عبر وكيل الوزارة عبدالرحمن بحر بكلمة للجامعة الخليجية عن تنظيم هذا الملتقى المهم، قائلا “يسرني أن أنقل لكم رسالة سعادة وزير شؤون الإعلام مقرونة بتأكيد حرص الوزارة على توطيد الشراكة مع الجامعات الوطنية، بتوفير العملية التعليمية، والنهوض بالرسالة الإعلامية، بما يواكب مسيرة المنجزات التنموية والحضارية المستدامة التي نعيشها بهذا العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى”.

وأكمل “يتسم هذا الملتقى الإعلامي بأهمية خاصة؛ نظراً لانعقاده بظروف وتحديات متعددة، منها السياسية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتي بدت جلية بالعديد من المحاور والقضايا المطروحة على جدول الأعمال، وتأتي بمقدمة هذه التحديات ما تتعرض له أمتنا العربية من استهداف لهويتها الثقافية والحضارية، وتهديدات لأمنها القومي”.

وأضاف بحر “وتتمثل هذه التهديدات بأعمال عنف وإرهاب، وتنامي لخطابات الكراهية، وتدخلات خارجية بشؤونها الداخلية بهدف زعزعة استقرارها، وتشويه صورتها، وجرها لحروب طائفية، وطمس ملامح الدولة المدنية الحديثة، ومن المؤسف له بأن الطفرة الإعلامية العربية كانت لها انعكاسات سلبية على الأمن القومي العربي، إذ بدا واضحاً انشغال الكثير من الفضائيات بالمصالح الربحية أو الصراعات السياسية”. 

وقبل بدء الجلسات، قامت إدارة الجامعة الخليجية ممثلة برئيس مجلس أمناء الجامعة منى الزياني ورئيس الجامعة محمد المشهداني بتكريم المشاركين في الملتقى، كما تم تكريم وكيل وزارة شؤون الإعلام عبدالرحمن محمد بحر، ورئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي، ثم تم بعدها أخذ صورة جماعية لضيف الحفل والمشاركين.

وتخللت الجلسة الأولى للملتقى محاضرة قيمه عن الإعلام والمجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب قدمها مفيد شهاب، تلتها محاضرة أخرى استعرضت تجربة الخليج العربي في التصدي للإرهاب قدم ورقتها عايد المناع، ثم محاضرة أخرى عن الإعلام الجديد والإرهاب، المشكلة والحل، وأخيراً محاضرة عن الإرهاب واقتصاديات الخليج العربي لعمر العبيدلي من مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والطاقة.

واستعرضت الجلسة الثانية الإعلام والتحدي الاقتصادي والتي أدارتها الإعلامية سهير المهندي، واشتملت محاضرة كيفية دعم الإعلام للاقتصاد الخليجي عموما والبحريني خصوصا للبروفيسور حبيب الله محمد الركستاني أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.

ثم تلتها محاضرة كيف تدعم المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة الإعلام الخليجي خصوصا في البحرين، لرئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي، ثم دعوة للاستشراف وطرح المقترحات حول سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، والملامح الرئيسة لمستقبل الاقتصاد الخليجي في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية. 

وتخلل ختام الحفل تقديم عدد من توصيات الملتقى والتي تمثل خلاصة نتائج الحلقات النقاشية، ومخرجات أوراق الباحثين المشاركين فيها.

 

المردي: التقشف وضع الصحافة الورقية بأسوأ حالاتها

واستعرض رئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي بالورقة التي قدمها في الملتقى عن الواقع الصعب الذي تمر بها الصحافة الورقية في البحرين، مؤكداً أنها تعيش بأسوأ حالاتها؛ بسبب انكماش السوق الإعلاني بالسنوات الأخيرة. وبين المردي أنه “حين تبدأ المؤسسات التجارية والحكومية في التقشف، فإنها تبدأ بالميزانيات الإعلانية للصحف قبل غيرها”.

وقال المردي “الدور المحوري والمهم للصحافة الوطنية بالبحرين في الدفاع عن هوية البلد ومقدراتها لا يقل أهمية عن دور المؤسسات العسكرية نفسها، ولقد أثر هذا التقشف المتزايد والمستمر في دور الصحافة التنويرية والريادي والدفاعي عن البحرين في الداخل والخارج خصوصاً، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار أن الحرب التي تشهدها مملكة البحرين في السنوات الأخيرة حرب إعلامية بامتياز”.

وأكد أهمية تغيير الفكر التقليدي لكي نحافظ على وجود ودور الصحافة الورقية، وذلك من خلال إقامة ورش عمل تخرج بتوصيات مؤثرة تصل لصناع القرار.