العدد 3154
السبت 03 يونيو 2017
banner
الريال واليوفي.. وكان يا ما كان جديدة!
السبت 03 يونيو 2017

الرهانات الخاسرة، هي في الواقع نتيجة حتمية لمنطق خاطئ، أو فكرة مغلوطة يتخذ المقامر إثرها قرارًا فيخيب ظنه، وموقعة كارديف في نهائي دوري الأبطال ليست بمعزل عن ذلك.

لو قدمنا المباراة على أنها ستجمع بين ريال مدريد سيد أوروبا المتوج باللقب 11 مرة وبين يوفنتوس سيدة ايطاليا المتوجة باللقب في مناسبتين فقط سنكون صادقين، ولكن غير دقيقين.

هنا يقودنا منطق الأرقام لترجيح كفة الريال لتكرار الفوز بكأس التشامبيونزليغ  12 والعودة بها فورًا إلى مدريد للاحتفال بالتتويج مع الجماهير في ساحة سيبيليس دون انتظار سخيف للموسم المحلي المقبل كما ينص قانون استلام كأس الليغا الاسبانية! 

لكننا بذلك سوف نتجاهل منطق الكرة ذاتها الذي لا يعترف بالأرقام ولا بالمستحيل، فكيف والحال عندما ينتفي المانع في إمكانية فوز يوفنتوس العتيد في النهائي، وهو الذي طرد برشلونة من البطولة قبل أيام قليلة على سقوط الريال بطعنة ميسي في الكلاسيكو الاسباني أمام مرآى جماهير البرنابيو.

في نهائي الأبطال لا مؤشرات تثير الاستغراب، فالكبار كبار ولا تهزمهم الارقام، وأنما يدفعهم التحدي لبذل المزيد من الجدارة في المنافسة والصلابة في الاستحقاق وبهذه الطريقة هم يكتبون تاريخهم في كل مرة.

وليس أحب للريال بطل اسبانيا ويوفنتوس بطل ايطاليا نيل هذا اللقب الثمين وفي هذا التوقيت التاريخي، حيث سيجمع الفائز بساط المجد من أطرافه، وسوف يلتئم مجددًا شمل تفرق منذ حين، وتذكروا دائمًا أن الحكايات تبدأ بالماضي وليس المستقبل.

إذن، تنتظرنا كان يا ما كان جديدة هذا المساء، حكاية بطل تكتبها قطعة الجلد الفارغة من الهواجس، لعلها تكسر روتين دراما رمضان مثلما يحاول أن يفعل المجنون رامز جلال الذي يزداد تألقًا كلما تلقى وابلاً من اللكم والسباب من قبل ضحايا برنامجه المغرر بهم من قبل المذيع اللبناني نيشان.

غير أن مقلب الرمال المتحركة في الصحراء، لن يكون أهون من ملعب الألفية ذي السقف المتحرك في كارديف الذي وقع فيه الألماني فيليكس بريش بعدما اختاره يويفا ليكون حكمًا رئيسيًّا لنهائي دوري أبطال اوروبا، ولا يبدو أن الألماني سيكون أفضل حالاً من المصري جلال من حيث تلقي السباب وربما اللكم.

وحتى تسير الامور بهدوء يتوجب على الريال أن يصبح “جنتلمان” ليترك السيدة العجوز في حال سبيلها تتقدم للفوز دون منافسة، أو أن تتنازل هذه الأخيرة ويقودها الحنين إلى الكاتدرائيات العتيقة في تورينيو الايطالية فتزهد عن الاستمتاع بذكريات ذهبية في العاصمة الويلزية التي تستضيف مأدبة كروية سيدفع ثمنها إما الريال الإسباني أو اليوفي الايطالي وكلاهما عملة صعبة على الأرجح، مما وضع أصحاب الضيافة في حيرة من أمرهم!

ولكن في عاصمة التنين الأحمر التي استقبلت قبل عام من الآن نجمها المدلل بيل ورفاقه العائدين من مغامرة تاريخية مع المنتخب الوطني في أمم أوروبا الباريسية لا شك وأن غالبية الجماهير ستميل إلى تشجيع الريال كونه يضم بين صفوفه ثروة ويلز القومية!

لكن من قال إن الجماهير الويلزية ستكترث للقاء أصلاً، فهي تعرف جيدًا أن نجم بلادها سيخبو هذه الليلة وسيغيب بداعي الإصابة التي يطارده شبحها منذ ذهابه إلى اسبانيا حتى ظن الجميع أنه يختبئ في منزل أمه ويتابع المباراة على الشاشة المسطحة بمفهوم تعريف التلفزيون في العصر الحديث.

وطالما بلغت الأمور إلى هذا الحد، فلا نريد في هذه الليلة إلا أن تفتح الإثارة أبوابها وأن تجود علينا بمباراة كروية حقيقية وليس “فزورة” يعجز الخبراء عن فك طلاسمها، والأهم من ذلك كله أن لا تباغتنا فواصل الإعلانات كما هو الحال مع المسلسلات والبرامج الرمضانية!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية