العدد 3166
الخميس 15 يونيو 2017
banner
أنقذوا الأوقاف الجعفرية
الخميس 15 يونيو 2017

إطلاق الوعود بالمشاريع الكبيرة سمة تميز إدارة الأوقاف الجعفرية منذ إعلان مجلسها الحالي قبيل سنوات ثلاث، لابدّ من الإقرار بأنّ الطموح حق مشروع لأية إدارة تنوي بالفعل الإنجاز لكنّ الذّي ليس من حقها أن تبقى المشروعات مجرد حبر على ورق وأن لا تأخذ طريقها على أرض الواقع، حينها تصبح للضحك على الذقون والاستخفاف بالعقول. من منا لا يتذكر على سبيل المثال ما أشاعته الإدارة عن نيتها إحياء سوق الخميس التاريخيّ في الأرض المحاذية لمسجد الخميس الأثري ضمن مشروع التنمية الحضرية كما أشيع وقتها؟ وأين هو المشروع الآخر الذي أسمته بـ “المسجد الذكي”؟ والآخر الذي يحمل “وقف بلازا” وغيرها مما  يصعب حصره في هذه المساحة المحدودة مما اكتظت به جلسات مجلس الإدارة التي بقيت للأسف في الأدراج حتى هذه اللحظة؟ ليس هناك أسهل من إطلاق الوعود بالمشاريع الإنشائية لكن المعضلة الكبرى تكمن في تجسيدها حية على أرض الواقع، فما ينفذ من مشاريع لا يتجاوز الـ 3 % فقط طبقا لتصريح البلدي عبدالله الدوسري.

موضوع الأوقاف كان حاضرا بكل تفاصيله وهمومه أمام أعضاء المجلس البلدي في جلسته الأخيرة قبل أيام، فالإخوة البلديون أكدوا بعد زيارتهم الميدانية بكل صراحة أنّ أوضاع المساجد والمآتم والمقابر التابعة للأوقاف الجعفرية يرثى لها إذ إنّ الصيانة والنظافة تكاد تكون معدومة تماما.

أمّا الحدث الأهم الذي شغل شريحة عريضة من المواطنين ما أقدمت عليه إدارة الأوقاف الجعفرية بفصل عدد من قيمي المساجد بلا مبررات منطقية وبلا حق والأدهى حتى دون إيجاد البديل أي أنّ بعض دور العبادة أصبحت بالفعل بلا قيّمين! وكان المبرر الذي تذرعت به الإدارة هو عدم وجود الموازنات، وهذا ما يناقض الحقيقة تماما، فالإدارة تتجاهل أعداد المتبرعين الذين يشكلون رافدا كبيرا لموازنة الأوقاف، ولا أحد يعلم لماذا لا تستفيد الإدارة من صفتها الخيرية التي تجيز لها تحصيل التبرعات؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .