العدد 3174
الجمعة 23 يونيو 2017
banner
صوت البديل الديمقراطي
الجمعة 23 يونيو 2017

في صيف عام 1988، وعندما بادر الخميني إلى إصدار فتواه الدموية بإعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، لم يدر بخلد أي من الملالي الدمويين أن المنظمة ستعود لترد لهم الصاع صاعين. 

نظام الملالي الذي انتهز الفرصة وتمكن من سرقة الثورة الإيرانية وحرفها عن سياقها ونهجها الإنساني وجعلها مجرد نشاط ديني متطرف، علم منذ البداية أن منظمة مجاهدي خلق لن تقبل استبدال الشاه بالملا، لذلك قام بإعداد العدة من أجل حملة هوجاء شرسة ضد هذه المنظمة هدفها الأساسي تصفية المنظمة والقضاء عليها قضاء مبرما، وهذه الحملة الشعواء التي كانت على مختلف الأصعدة حيث وصلت إلى حد تشويه وتحريف التاريخ النضالي المشرق والمجيد للمنظمة، كان الملالي المستبدون يتصورون أن قوة الدولارات النفطية ستزيح المنظمة من أمامهم وهو نفس التصور الذي انخدع به نظام الشاه حتى وجد نفسه ذات يوم يتحسر. 

نظام الملالي الذي كان نذير شؤم لإيران والمنطقة والعالم كله وكان أسوأ مثال ونموذج نظري وعملي من حيث معاداته المفرطة لكل ما هو إنساني وحضاري، على الرغم من أنه تمكن من خداع قطاع كبير من الشارعين العربي والإسلامي والتمويه عليه، لكن منظمة مجاهدي خلق كشفت هذا النظام على حقيقته وعرته أمام العالم كله مؤكدة أنه نظام مشبوه من مختلف الأوجه ولا يمكن الركون إليه إطلاقا وبالأخص من خلال التجمعات السنوية للمقاومة الإيرانية، وتجلت هذه الحقيقة رويدا رويدا للمنطقة والعالم كله وصار التعايش والتآلف مع هذا النظام الدجال المخادع أمرا مستحيلا، ولاسيما بعد أن أثبتت الأحداث والتطورات في إيران والمنطقة بشكل خاص، حقيقة هذا النظام وأنه يسير في اتجاه معاد للشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم. عمليات الكذب والخداع والتزوير الذي مارسه نظام الملالي ضد الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم، وصلت كما يبدو إلى نهاية الخط، وهذا النظام الذي طرح نفسه بأنه النموذج والمثال الأفضل الذي يمكن ليس للشعب الإيراني وإنما لشعوب المنطقة والعالم أن تحتذي به، ظهر على حقيقته الرديئة كنظام قمعي سلطوي دموي معاد للشعوب والإنسانية، ولم يعد هناك أي مجال لبقائه واستمراره خصوصا في ظل وجود بديل سياسي ـ فكري له، والبيان الذي أصدرته المقاومة الإيرانية بمناسبة عقد التجمع السنوي القادم للمقاومة الإيرانية في باريس في 1 تموز 2017، شددت فيه على أن المقاومة الإيرانية هي “صوت البديل الديمقراطي الذي ينظر إلى إيران ومختلف مكونات الشعب برؤية متسامحة وبالمساواة بين الجنسين واحترام حقوق جميع الأقليات القومية والدينية، إيران ديمقراطية خالية من الأسلحة النووية وتبحث عن الصداقة مع بقية العالم. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .