العدد 3178
الثلاثاء 27 يونيو 2017
banner
دعوة للمحبة في العيد
الثلاثاء 27 يونيو 2017

يأتي العيد متثاقل الخطوات، خالياً من المظاهر التي اعتدناها، لم يعد يبهجنا كثيرا كما كان أيام زمان، مظاهر العيد تنتهي في بضع ساعات أو لحظات، هل تغيّر العيد أم نحن الذين فقدنا بهجته؟ ملامح العيد يتأخر ظهورها للكثير من الناس الذين ثقلت خطواتهم إما لظروف شخصية أو عامة. العيد لا يشبه نفسه ولا يحمل من طقوس اسمه إلاّ القليل، حتى ابتسامات العيد أصبحت صفراء مصطنعة باهتة، وكأنّ هناك من يعمد إفراغه من لذته وما يحفل به من متع، صار يوم العيد يشبه بقية الأيام  فجميعها تنتمي إلى شجرة واحدة، أما الذي يبعث على الأسف أن المناسبات الدينية كالأعياد تعود علينا لكنها منزوعة من كل القيم الأخلاقية والإنسانية. 

لا توجد مناسبة أجمل من العيد لاستثمارها في تعزيز روابط الأخوة والوحدة ونبذ الخصومة بين أفراد الأسر التي تأثرت بتداعيات الخلافات، وليس هناك أحق من الوالدين والأهل بإدخال الفرح والسرور إلى نفوسهم. 

من أجمل المعاني التي يحملها لنا العيد أن نشعر بمعاناة الآخرين والبسطاء منهم وما يتطلعون إليه، أن تترسخ المحبة قي القلوب، وأن يذوبوا في بعضهم، وأن تسود بينهم لغة الحب والقبول بالآخر، أن نجعل العيد بسمة أمل ترتسم على وجوه الأطفال وكبار السن والمحتاجين، أن نتقاسم مع الناس الخبز والحب نفتح لهم قلوبنا ويفتحون لنا قلوبهم نتخاطب معهم بلغة لا تستعلي عليهم ولا تشعرهم بأنهم أقل شأنا. 

كم نتمنى أن تعم الأفراح في كل القلوب وبالأخص تلك التي أنهكتها الأحزان فالناس أحوج ما يكونون في أيام العيد إلى إصلاح العلاقات التي أفسدها الدهر وتقوية أسباب التواصل والتسامح والتراحم وبناء جسور المودة وإزالة الأحقاد والمنغصات. 

العيد فرصة للمراجعة، فنحن في لحظة تفرض علينا بناء ثقافة جديدة في كيفية علاج قضايانا وممارسة حياتنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .