العدد 3184
الإثنين 03 يوليو 2017
banner
امنحوهم الفرصة ولن تندموا
الإثنين 03 يوليو 2017

تكون النظرة للشباب غالبا أنهم لا يجيدون إلا إطلاق الشعارات دون تقديم البدائل لصنع المستقبل، ولعمري إنها لفريّة كبرى تقذف بحق أجيال الأمل وصناع المستقبل. صحيح أنهم الوقود في جميع المعارك وصحيح أيضا أنّ فئة منهم وقعت ضحية لمشاريع الآخرين السياسية وغيرها لكنّ الموضوعية تقتضي منّا القول إنّ لدى بعضهم رؤى وبرامج يجب تأمّلها ودراستها، من منا لم يقف بفخر وإعجاب إزاء منجزات علمية لشباب من هذا الوطن استطاعوا إحراز المراكز الأولى في ميادين عالمية، قلة الخبرة والتجربة هي الاسطوانة التي لا يمل كثيرون من نعتها للأغلبية منهم لكنّ الواقع يبرهن أنهم بريئون منها تماماً، ويكفي أن نتأمل دولا من شرق العالم وغربه لنؤكد ضعف هذه التهمة. على سبيل المثال أكدت التجربة في دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحها الساحق عندما تم تعيين أربعة من الشباب الجامعيين في مناصب وزارية، أصغرهم سنا الشابة شما المزروعي وزيرة لشؤون الشباب لتكون بذلك أصغر وزيرة في العالم. وشابة أخرى وزيرة للتسامح وأخرى وزيرة دولة للسعادة وقد أثبتن جدارتهنّ في مواقعهنّ.

بكلمات بسيطة نقول إنه آن الأوان ليلج الشباب التجربة الانتخابية القادمة وبعهدتي إنّهم سيحققون ما عجز عنه “الكبار”. قد يبرر البعض أن تكلفة الدعاية الانتخابية تعد عائقا أمامهم لكن الذي غاب عن أذهان هؤلاء أنّ وسائل العصر الحديث بما وفرته التكنولوجيا من وسائل التواصل الاجتماعي تعد الأشد تأثيرا بما لا يقاس مع ما تفعله الحملات الانتخابية التقليدية.

حسب قناعتي الشخصية، إن المرحلة المقبلة تتطلب منح الثقة لهذه الشريحة من مجتمعنا، لأنّهم يحملون هم الأمّة ولأنهم يمتلكون القدرات العقلية والطموح ولأنهم أيضا الأقدر على الإبداع والتغيير وفي ذات الوقت لا ينقصهم الحماس، هذه الفئة هي التي نعول عليها في بناء نهضة البلاد وبالتالي هي الأجدر بتحمل المسؤولية. وكمثال فقط فإنّ الشباب الذين اكتووا بنار البطالة لسنوات هدرت من أعمارهم يئنون من وطأتها هم الأكثر استشعارا بمأساة الآخرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية