العدد 3202
الجمعة 21 يوليو 2017
banner
ألم يحن الوقت لتغيير الموقف الدولي من ملالي إيران؟
الجمعة 21 يوليو 2017

طوال العقود الثلاثة الماضية تم توجيه أكثر من 63 إدانة دولية، وصدرت مئات من البيانات والنداءات المختلفة التي تطالب بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في إيران وحثت النظام القائم وطالبته بالكف عن الممارسات القمعية والانتهاكات، لكن كما هو واضح للعيان أوضاع حقوق الإنسان في إيران سارت على الدوام نحو الأسوأ ولا توجد بارقة أمل تدعو للتفاؤل بشأن ذلك، ولذلك فإن الحقيقة التي يجب أن يعرفها المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، هي أن إصدار قرارات الإدانة وبيانات الشجب ودعوات ومناشدات بشأن تحسين أوضاع حقوق الإنسان في إيران لم تعد تجدي نفعا وعلى المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان أن تفكر بخيارات وحلول أخرى لمعاناة الشعب الإيراني والانتهاكات التي ترتكب بحقه من جانب السلطات الإيرانية التي تسعى لتطبيق قيم ومفاهيم القرون الوسطى على الشعب الإيراني وبشكل خاص على المرأة التي يجاهر نظام الملالي بعدائها إلى أبعد حد.
ارتفاع وتصاعد تنفيذ أحكام الإعدام في ظل حكومة الملا روحاني ووصوله إلى حد ترشح فيه إيران للمرتبة الأولى في تنفيذ الإعدامات في العالم، يثبت بصورة عملية كذب وزيف كل مزاعم الإصلاح والاعتدال التي يزعمها ويدعيها الملا روحاني، كما أن الانتهاكات الواسعة في مجال حقوق الإنسان ولاسيما الحريات والتصعيد ضد النساء، تدعو المجتمع الدولي للقيام بواجباته الإنسانية تجاه الشعب الإيراني، ذلك أن الإعدامات تزايدت بشكل مأساوي ووصل عدد الإعدامات إلى حد تنفيذ حكم إعدام كل 4 ساعات، وهو ما يؤكد أن الصمت والتجاهل الدولي تجاه الحالة الإيرانية خطأ دولي كبير لا يغتفر خصوصا أنه يشذ عن القواعد والقوانين الدولية والإنسانية المتبعة.
عدم جدوى القرارات وبيانات الإدانة الدولية ضد النظام في طهران، أمر يدعو مجددا للالتفات للاقتراح العملي والفعال الذي طرحته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية بإحالة ملف حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن الدولي ذلك أن التعويل على هذا النظام وانتظار مبادرته بتحسين حقوق الإنسان محض وهم وسراب، خصوصا أنه يؤكد عاما بعد عام تمسكه بنهجه القمعي الاستبدادي وعدم استعداده للتخلي عنه مهما حدث بل يتحدى الإرادة الدولية بكل صلافة عندما يشيد بأحكام الإعدامات كما حدث مع الملا روحاني ذاته، ولذلك من المهم جدا إعادة النظر في الموقف الدولي تجاه نظام الملالي من ناحية حقوق الإنسان والإعدامات وضرورة اتباع أسلوب جديد يتبع الحزم لأنه اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا النظام الاستبدادي. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .