قرأت خبراً في الصحف المحلية مفاده أنه سيتم افتتاح منتزه عين عذاري في غضون الأيام القليلة القادمة، وذلك بعد الانتهاء من عملية الصيانة اللازمة والإجراءات الإدارية الأخرى، وسيتم فرض رسوم دخول قدرها 500 فلس للشخص الواحد، نشرت تفاصيل هذا الخبر في الأسبوع الثالث من شهر يوليو، أيّ في عز صيف البحرين اللاهب الذي يكتوي به الجميع في هذه الأيام.

بالله عليكم، هل يعقل أنه لم يتم حتى الآن الانتهاء من أعمال صيانة هذا المرفق السياحي والترفيهي، ألم يتمكن المسؤولون القائمون على إدارة منتزه عين عذاري من وضع خطط الصيانة المناسبة وتحديد موعدها كي تنتهي قبل حلول موسم الصيف؟ غريب أمرنا، لا أرى أن الموضوع يحتاج إلى عبقرية أو فكر أو فلسفة، ليس من المقبول أبداً مثل هذا التقاعس، ولسنا على استعداد لسماع تبريرات المسؤولين المعتادّة التي سئمنا منها. كمواطن، أجد أن المسؤولين عن هذا المرفق فشلوا فشلاً ذريعاً في إنجاز ما هو مطلوب منهم، فالمنطق يقول ذلك، إذ يُدرك الجميع أن تباشير فصل الصيف تبدأ مع بداية شهر مايو، وكان الأحرى بالمسؤولين أن يضعوا خطط الصيانة كي تنتهي قبل ذلك التاريخ، وإن كانت الأعذار تكمن في أن الأمور تتطلّب أخذ الموافقات من جهة مسؤولة، إلا أن هذه الأعذار باتت اليوم غير مقنعة على الإطلاق، بل على العكس من ذلك، أرى أن مجرد ذكرها في تصريح صحافي يُعد أمرا معيبا، فهي أعذار لا تسمن ولا تغني من جوع.  إن المواطن والمقيم القابع هنا في صيف البحرين القائض يتطلع إلى تطبيق الأقوال وتفعيل التصريحات، وليس هناك من ينتظر الأعذار التي هي غير مبررة، أما ملاحظتي الأخرى فهي أن رئيس مجلس أمانة العاصمة ذكر خلال التصريح ذاته أن توقيت العمل سيكون من الساعّة 9 الى 12 ظهراً ومن 3 إلى 6 مساءً وذلك ليتسنى القيام بأعمال الصيانة والتنظيفات اللازمة، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوّة هو لماذا يتم إغلاق منتزه عائلي في منتصف اليوم لمدة 3 ساعات يومياً؟ شخصياً زرت أكبر المنتجعات ومرافق الألعاب المائية في جميع أنحاء العالم، وفي العادة يقضي معظم أفراد العائلة يوماً كاملاً في هذه الأماكن الترفيهية المسليّة التي تكون مفتوحة أمام الروّاد طوال الْيوم، مع مراعاة تطبيق القوانين الصارمّة فيما يتعلق بالصحّة والنظافة والسلامة، فهل نحن أحرص من تلك الدول التي يقصدها الآلاف من السياح من شتى أنحاء العالم؟

في اعتقادي إن فكرة إسناد مرفق عين عذاري إلى القطاع الخاص قد تكون جيدة وجديرة بالنظر، مجرد فكرة.