العدد 3210
السبت 29 يوليو 2017
banner
قضية صيف 1988 تضيق الخناق على الملالي
السبت 29 يوليو 2017

إن مجزرة صيف عام 1988 تطارد الملالي الجلادين الذين شاركوا فيها وتكاد تطبق الخناق عليهم، فبعد أن كان هؤلاء الجلادون يتفاخرون لأعوام خلت بقيامهم بتلك الجريمة الشنيعة، فإنهم اليوم يسعون للتهرب من مسؤوليتها أو على الأقل تبريرها، لكن من الواضح أن حجم الجريمة لا يبقي أي مجال للمغفرة لهؤلاء.

المزاعم والادعاءات الكاذبة والواهية التي ساقها نظام الملالي منذ تنفيذه تلك الجريمة الدموية من أجل تبريرها أمام الشعب الإيراني، صار واضحا ومؤكدا أن الشعب لم يأخذ بها وظل دائما يلسع ظهر الملالي بأسئلته اللاهبة عن الأسباب الكامنة وراء قيامهم بارتكاب هذه الجريمة اللاإنسانية.

الوجوه التي شاركت في مجزرة صيف 1988، صارت من أكثر الوجوه كراهية وبغضا لدى الشعب الإيراني وهي حقيقة بات النظام يدركها ويعيها جيدا لأن هذه الجريمة أمر بتنفيذها مؤسس النظام خميني، فالجريمة تعتبر جريمة النظام كله، لذلك فإن النظام حائر في أمره وأمر جلاديه ولا يعرف كيف يتصرف معهم.

وطالبت 11 منظمة ناشطة في قضايا حقوق الإنسان، الملا روحاني، بعدم ترشيح وزير العدل الحالي الملا الجلاد مصطفى بور محمدي - وهو متهم بالمشاركة في إعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين عام 1988 -  للحقيبة الوزارية الجديدة المزمع إعلانها بعد أيام، وطالبت هذه المنظمات الملا روحاني في رسالة مفتوحة بـ “التحقيق الشفاف” حول الاتهامات المنسوبة لبور محمدي، لاسيما بعد كشف دوره من خلال الملف الصوتي الذي نشره نجل رجل الدين الإيراني المعروف حسين علي منتظري، العام الماضي، وهذا يعني أن مجزرة صيف 1988 التي تم ارتكابها بحق أكثر من 30 ألف سجين سياسي من أنصار وأعضاء منظمة مجاهدي خلق صارت قضية رأي عام إيراني وهي في طريقها لتصبح قضية رأي عام دولي، خصوصا إذا علمنا أن منظمتي “مراسلون بلا حدود” و”الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران” طالبتا الملا روحاني أيضا بالتراجع عن ترشيح بور محمدي لوزارة العدل عام 2013 بعد اتهامه بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران. 

الأحداث والتطورات الجارية على صعيد قضية صيف 1988، والآخذة بالتطور والاتساع يوما بعد يوم، تعني أن الشعب الإيراني والقوى الخيرة والتقدمية في العالم باتت تضيق الخناق على ملالي إيران وتدفعهم باتجاه يقود بهم نحو الهاوية. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية