العدد 3223
الجمعة 11 أغسطس 2017
banner
الحركة التي هزت طهران وأرعبتها
الجمعة 11 أغسطس 2017

يراقب نظام الملالي في إيران بصورة مستمرة كل نشاطات وتحركات سيدة المقاومة الإيرانية مريم رجوي ويتابعها عن كثب، ذلك أنه يعلم مدى الحصافة والحنكة التي تتميز بها عندما تبدأ نشاطا وتحركا سياسيا ما، وكيف أنها تعد العدة لكل الاحتمالات وتتخذ كل الاحتياطات من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي ترتجيها من وراء ذلك.
حركة مقاضاة نظام الملالي عن مجزرة صيف عام 1988 التي أعدم فيها النظام الأرعن أكثر من 30 ألف سجين سياسي بمنتهى الوحشية، التي تقودها السيدة مريم رجوي منذ سنة، تمكنت من خلالها من لفت أنظار المجتمع الدولي والأوساط والمحافل السياسية المختلفة على عدة أصعدة، وكانت لها أصداؤها الطيبة جدا في داخل إيران، حيث لقيت ترحيبا قويا من جانب مختلف شرائح الشعب الإيراني، خصوصا عندما قامت بتسليط الأضواء بدقة على الجريمة وكيف أن النظام اتبع فيها أسلوبا بربريا غير مسبوق عندما بادر إلى إعدام سجناء سياسيين كانوا بالأساس يقضون أحكاما قضائية صادرة ضدهم، وهذا ما أدى إلى توليد حراك شعبي ضد هذه المجزرة يسير بنفس النهج والسياق الذي سارت وتسير عليه حركة المقاضاة للزعيمة رجوي، وهو ما يثبت ولاء الشعب لقائدته الفذة وثقته الكاملة بقيادتها الحكيمة.
هذه الحركة التي أسست لهذا الحراك الشعبي الذي طالما كان يحذر نظام الملالي ويتحسب منه، صارت تمثل كابوسا جديدا مرعبا للملالي وهم يعلمون جيدا أن الشرارة إذا اندلعت فلا توجد قوة بإمكانها أن تقف بوجه انفجار بركان غضب الشعب الإيراني، لذلك ليس من الغريب إذعان وانقياد النظام صاغرا لسحب ترشيح الجلاد المجرم مصطفى محمدي بور، أحد أعضاء لجنة الموت، من حكومة الملا روحاني من أجل التحسب من آثار وتداعيات تعيينه، وكما هو معروف فإن نظام الملالي يضع مصلحة النظام فوق كل اعتبار، لكن هذه الخطوة وفي نفس الوقت عبارة عن هزيمة جديدة منكرة أخرى للملالي أمام القيادة الفذة للزعيمة المقتدرة مريم رجوي.
حركة المقاضاة التي تحولت إلى حراك شعبي، ليس بإمكان أي أحد إنكار حقيقة أنها هزت طهران، والذي لا شك فيه على وجه الإطلاق هو أن هذا الحراك الذي يستمد عزمه وقوته من المبادئ والقيم النبيلة التي تؤمن بها السيدة رجوي، سوف يستمر حتى يحقق الهدف الأساسي منه وهو إسقاط النظام. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .