راقبنا عن كثب أصداء الملتقى الحكومي الثاني، وما حمله في طياته من أهداف أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ضرورة تحقيقها بما يتناسب مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وما لفت الانتباه حقا أن هذه الأهداف جميعا تنصب بانسيابية تامة مع مفهوم الابتكار الذي أصبح يلازمنا خصوصا مع مواكبة الركب المتطور تجارب بعض الأمم من حولنا. 

فالابتكار في مفهومه الدارج، سمة من سمات التطور البشري، إلا أن عولمة المفاهيم والمصطلحات وضعته في قالب يطول شرحه، فهو يتواجد حولنا في شواغل الحياة بأسرها، ويتفوق بتفوق العقل البشري ومحاكاة التجارب الناجحة المحيطة، وفي عرض صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وتركيزه على عدد من المحاور خلال الملتقى الحكومي الثاني، دعوة منفتحة واضحة للابتكار، حيث ركز سموه على ضرورة التحول إلى آفاق اقتصادية أرحب متمثلة في تفعيل عدد من القطاعات التي تضمن نموا في الناتج المحلي وتخفف العبء عن القطاع النفطي، ومن أهم هذه القطاعات السياحة التي ركز سموه على أهمية الاستفادة القصوى منها عن طريق تبني الحكومة استراتيجية وطنية شاملة لهذا القطاع كمورد متجدد يحقق فرصا للاستثمار ويعمل على تشغيل أكبر قدر من القطاعات المتلازمة له في سياق تسويقي كامل تتكاتف فيه جهود الجهات الحكومية المتمثلة في وزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة ووزارة المواصلات.

وأشار سموه إلى أهمية قطاع صناعة اللؤلؤ الطبيعي كأحد الثروات النوعية للمملكة، واعتماد مجلس الوزراء خطة وطنية لإعادة إحياء صناعة اللؤلؤ الطبيعي، بهدف تعزيز مكانة مملكة البحرين كمركز عالمي لاستخراج وتجارة اللؤلؤ الطبيعي، كدعوة واضحة لتبني الأفكار المبتكرة التي تعمل على الربط ما بين تاريخ المملكة المتأصل وحاضرها المتطور، وأيضا دعوة ضمنية لجميع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع والقطاع الخاص لاستنفار الأفكار المبتكرة التي تعمل على خدمة المجتمع من خلال زيادة فرص الاستثمار وزيادة دخل الفرد وتوسيع أفق التجارة بالاعتماد على مفهوم الابتكار الداعي إلى الإبداع.