تتمثل أهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه إلى مملكة تايلند واجتماعه مع رئيس وزراء تايلند الجنرال برايوت تشان أوتشا في أنها جزء من خطة شراكة استراتيجية بين البلدين، وهي تقوي مسار العلاقات الثنائية – سواء مع مملكة تايلند أو مجموعة الآسيان – في الوقت ذاته، لابد من النظر إلى ديناميكية إقامة المشروعات المشتركة والاستثمارات المباشرة بين الجانبين، كركيزة مهمة في التفاهم المتبادل.

وبنظرة الخبير المتمكن من قراءة أهمية الكيانات الاقتصادية القوية، بدأت جهود سمو رئيس الوزراء منذ ما يزيد على عقدين من الزمان من أجل توطيد التعاون بين البحرين وتايلند بما يحقق القدر الأعلى من المصالح المشتركة، ولهذا فإن دور اللجنة البحرينية التايلندية المشتركة يسهم في إنجاح كل زيارة لسموه حفظه الله، كون هذه اللجنة تحمل مسؤولية إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ومراجعتها وتقييمها وتعديلها، فهناك قطاعات كثيرة تشملها تلك الاتفاقيات والمذكرات في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وحري بنا القول إن هذا التعاون الذي أسس بنيانه سمو الأمير خليفة بن سلمان يقوم على مبدأ الاستفادة من الخبرات، لكن لماذا تعتبر مملكة تايلند وجهة مهمة بالنسبة لمملكة البحرين؟

لابد من الإشارة إلى أن مملكة تايلند شهدت معدلات نمو في مؤشر متصاعد اعتبارًا من منتصف الثمانينات، وكانت لتايلند خطوة ذكية للغاية حينما تجاوزت الأزمة في العام 1999 حينما ركزت على زيادة صادراتها بنسبة 20 بالمئة بدءًا من السنة التي تلتها، أي في العام 2000، فهي تعتبر من أحدث الاقتصاديات الصناعية، وواحدة من أسرع اقتصاديات آسيا نموًا.

من هنا يأتي تأكيد سمو الأمير خليفة بن سلمان على ضرورة (الاستفادة من الإمكانيات والمقومات الاقتصادية التي يمتلكها البلدان من خلال الاستثمار في مشروعات مشتركة تستند على خبرة كل دولة والاستفادة منها في الدولة الأخرى، لاسيما في مجالات الأمن الغذائي والقطاع المالي والصيرفة الإسلامية والسياحة والطاقة وغيرها من أجل تمتين الشراكة البحرينية التايلندية وتوطيدها في المجالات الاقتصادية)، إن هذا العمل الكبير ينجح بشكل تام من خلال التسهيلات التي يقدمها البلدان للمستثمرين ورجال الأعمال والقطاعات الإنتاجية، ورأينا على مدى السنوات الماضية كيف أن سمو رئيس الوزراء يصدر القرارات التنظيمية الداعمة للقطاع الاستثماري بشكل عام، وهذه ميزة وسمة في قطاع الأعمال البحريني.