الاحتفاء بالبحرينية في القطاع الهندسي بمناسبة يوم المرأة البحرينية الذي يصادف الأول من ديسمبر، مبادرة كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم قرينة عاهل البلاد المفدى، وصورة رائعة تجسد أجمل نماذج العطاء ونجاح المرأة في العمل الهندسي.

للمهندسة البحرينية بصمة متميزة في العطاء منذ سبعينيات القرن الماضي، وسوف أستعرض لمحات موجزة عن أهم تلك البصمات خلال عمودي هذا الأسبوع. التقيت بالمهندسة الكيميائية بدرية المرزوق التي التحقت بالعمل عام 1977 بمحطة سترة للكهرباء والماء، المرزوق حققت إنجازاً في إنشاء مختبر كامل المواصفات أثناء تطوير المحطة للمرحلة الثانية والثالثة بجانب زملائها المهندسين خلال عامي 1985 – 1986،  ومازال المختبر إلى اليوم يعمل بطاقة متكاملة.

عملت المرزوق في بيئة عمل تتطلب مهارات مهنية عالية مثل التعرض للحرارة العالية والمواد الكيميائية والتسلق للوصول لأماكن عالية من وحدات التحلية وأثبتت كفاءتها في العمل بظروف صعبة كانت محصورة على الرجال زمنا طويلاً، ولم تواجه المرزوق حينذاك أية معارضة في عملها، لوجود بيئة مناسبة لعمل المرأة بمساندة من الرجل، وعبرت عن افتخارها بهذا الإنجاز، حيث أنشأوا كادرا كيميائيا تقوده نساء، ولمحاسن الصدف توالت القيادة النسائية إلى يومنا هذا، حيث يقدن فريق الفحص الدوري أثناء الصيانة والإشراف على العديد من الأعمال وإعداد التقارير ذات المهنية العالية.

وأسهمت المرزوق إلى جانب زملائها في إجراء الكثير من الدراسات والتجارب للاستخدام الأمثل للمواد الكيميائية التي ساهمت في رفع كفاءة وحدات إنتاج الكهرباء والماء وخلق جو عمل صحي خال من المخاطر الكيميائية بأقل التكاليف، وبفضل تلك الجهود كانت محطة سترة أول محطة للتحلية في البحرين بمثابة معهد تدريبي لتكنولوجيا التحلية ومعظم الكفاءات بدأوا مسيرتهم العملية منها.

وفيما يخص التشريعات أشارت إلى آفاق العمل المفتوحة أمام المهندسة في البحرين، والدليل وجود عدد من المهندسات في مناصب عليا في وزارات وهيئات الدولة، إلا أنه مازال عدد المهندسات في مواقع صنع القرار قليلا مقارنة بالرجل، وطالبت بأهمية منح المرأة إجازة وضع أطول مدفوعة الأجر والحق في إمكانية حصولها على إجازة غير مدفوعة الأجر طويلة أو قصيرة حسب الحاجة.