كثيرة هي المواقف النبيلة التي حفظها سجل مملكة البحرين بمعاني الحب الذي يكنه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، لأبناء البحرين، لاسيما في المحن، فمشهد الحب البحريني في (بوري) يعود بنا إلى الكثير من تلك المواقف الكريمة، ونعود لبداية الثمانينات في قرية النويدرات.

حسبما ينقل الأهالي عن حادثة فيضان البحر على سواحل القرية في عام 1983، فإن تلك الحادثة كانت بمثابة كارثة لأهل القرية، فقد غمرت المياه الطرقات والبيوت والمساحات وعطلت الحياة فيها، وحين بلغ الأمر إلى سمو رئيس الوزراء، وهو الرجل الأول في الحكومة، وكان يتابع أعمال الحكومة واستقبال الوفود الداخلية والخارجية، لم يمنعه ذلك من ترك كل ما على طاولته من عمل والإسراع شخصيًا إلى قرية النويدرات بفريق عمل متكامل وسيارات مجهزة.

تجول سموه في القرية والتقى الأهالي ليتعرف على التفاصيل عن كثب، وشاهد حجم الأضرار التي نجمت عن الكارثة، وعلى الرغم من أن الأهالي الذين كانوا في استقبال سموه حاولوا البقاء عند مدخل القرية، إلا أن سمو الأمير خليفة بن سلمان أصر على النزول مشاركًا ومواسيًا ومعاضدًا للأهالي، ومباشرة، أمر سموه المسؤولين المرافقين بحصر الأضرار ورصد احتياجات القرية ومطالب الأهالي العاجلة وكان على رأسها الأضرار المنزلية وإيجاد مساكن بديلة.

في الحال، أمر سموه بصرف مبالغ فورية لجميع المتضررين، وتخصيص شقق سكنية جديدة في مدينة عيسى للأهالي الذين يتعذر عليهم السكن في منازلهم، وكان سموه يتطلع إلى تنمية القرية وإدخال الكثير من الخدمات ومنها شبكة الطرق والمجاري، كما تم رصف طرقات القرية وإنارتها مما نشر مشاعر السرور بين أهلها.

الخلاصة هي ذاتها التي تربطنا جميعًا كأسرة بحرينية بحبال المودة، فعندما تشكل وفد من أهالي قرية نويدرات لتقديم الشكر والامتنان إلى سموه، كانت كلماته القصيرة تزرع معاني النبل والكرم والشهامة والأبوة حين قال سموه: “أنتم أبنائي.. وهل يلام الرجل في حب أبنائه؟”... هي عبارة تختصر بكلماتها القصيرة العميقة أنبل وأكبر وأعلى المعاني لأنها تتمثل في أهل البحرين ووجدانهم وعلاقاتهم وترابطهم كنهر عذب من العطاء يروي الجميع من مدرسة خليفة بن سلمان.