العدد 3326
الأربعاء 22 نوفمبر 2017
banner
رسالة إلى الأهلاوية.. تاريخكم في خطر
الأربعاء 22 نوفمبر 2017

تنتابني الدهشة وأنا أرى الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي يتهاوى بهذه الطريقة المُحزنة في صمت رهيب، ودون أي رد فعل جماهيري أو إداري أو صحافي !

حتى الآن يقبع الفريق الأصفر في قاع الدوري العام برصيد نقطتين من تعادلين وخمس هزائم بعد مضي 7 جولات، ويبدو أنه سينهي القسم  الأول على هذا المنوال، فلا يوجد ما يلوح في الأفق من تغيير مُحتمل.

وأشعر بالأسى عندما أرى الجميع يتعامل مع الأمر على أنه واقع مُسلَّم به، برغم أن المؤشرات تؤكد أن النسور في طريقهم للهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، علمًا أن الهبوط إهانة للأندية الكبيرة مثل النادي الأهلي العريق، الذي يعتبر أحد أقطاب الرياضة البحرينية.

كما أن النادي الأهلي المنافس الوحيد في الألعاب الجماعية الأساسية، وبطل تاريخي لها جميعًا، ورافد أساس للمنتخبات الوطنية في كرة القدم والسلة والطائرة واليد، ما يجعله ناديا من العيار الثقيل، لا تهاون مع تاريخه وإنجازاته وحضوره على المشهد الرياضي المحلي.

رغم ذلك، تسيطر حالة اليأس والاستسلام على الأهلاوية قاطبة، إداريين ولاعبين وجماهير، ولا يوجد رد فعل يدفع الفريق الكروي ذا الجولات والصولات السابقة للمنافسة على لقب الدوري والمسابقات الكروية، كما كان يفعل على مدى تاريخه الطويل، وهذه مسألة غاية الخطورة، تكشف أن النادي الأهلي فقد عقيدته التنافسية في كرة القدم بعد حادثة هبوط الفريق الأول لدوري الظل في موسم 2011 / 2012.

الجميع لا يريد أن يوجع رأسه

وليس خافيًا على أحد أن صعود الفريق الأهلاوي مرة أخرى لدوري الأضواء بعد ثلاثة مواسم أفقده الهيبة التي اكتسبها على مر السنوات السابقة، وأصبح مع الأسف فريقًا عاديًّا لا يُرعب المنافسين ولا يثير هواجسهم، واقتصر طموحه على البقاء في دوري الدرجة الأولى، والهرب من شبح الهبوط.

والطامة الكبرى أن الإدارة تحاول تبرير الأزمة التي تواجه تاريخ القلعة الصفراء عوض أن تقف بشجاعة لتواجه الحقيقة وتعترف بأن الفريق أصبح بعيدًا عن المنافسة، ولم يعد يشفع له أداؤه وتاريخه كما لو أن القطار توقف في المحطة الأخيرة، وظهور الفريق كوافد إلى الدوري الممتاز، وليس ضلعًا رئيسا من أضلاع المنافسة.

ولأن الجميع لا يريد أن يوجع رأسه، لعلمه المسبق أن الحديث لن يغيّر من الواقع شيئًا، أخذ الصمت مأخذه، وأصبح الفريق الأصفر باهتًا، كأنه مريض نفسي لا يعاتبه أحد على سلوكه ووقاحته. وليس من قبيل المبالغة أن الجماهير العاشقة للأهلي لم تعد ترغب في متابعة نتائج الفريق الأصفر؛ لأن الهزائم التي يتعرض لها بشكل متكرر تؤلمهم، فهي ليست نزيف نقاط فحسب، وإنما نزيف تاريخ راسخ في وجدانهم وذاكرتهم.

لكن ما يضير النادي الأهلي فقدانه بريق كرة القدم طالما أن بريق ألعاب أخرى مازال يأخذ مداه ليعوّض إخفاق لعبة كرة القدم.

أوليس ما يُثقل كاهل إدارة القلعة الصفراء أنها تحمل أعباء إدارة ناد ينافس في أربع ألعاب جماعية وسط ظروف اقتصادية صعبة؟

أشعرونا أن ثمة ناديًا اسمه الأهلي

تواجهني الحيرة حول إدارة النادي الأهلي التي لا أشكك لحظة واحدة في حرصها على إسعاد الجماهير، والحفاظ على موقع النادي على خارطة الرياضة البحرينية، لكنني أتساءل هل أصبحوا غير قادرين على تحمّل ثقل مسؤولية اللعبة الشعبية الأولى بالفعل؟

لماذا يصرفون على كرة القدم آلاف الدنانير ويستبدلون اللاعبين والمدربين ويُشعرون الجميع أن النسور سيعودون بقوة، فينتظر الناس النتائج، وإذ بها حلقة جديدة من مسلسل الانهيار الكبير والنهايات المفزعة.

لماذا يستسلمون أمام هذه التحديات وهم يعلمون أن الأهلي ناد كبير ومنافس تقليدي يُحبه الكثير من الناس لأنه عنيد ولا يستسلم؟

لماذا فريق المالكية الكروي بربع ميزانية ما صرف على فريق النادي الأهلي يخطف لقب الدوري؟

إذًا المشكلة أن النادي الأهلي لم يعد قادرًا على المنافسة في اللعبة الرئيسة التي تأسّس من أجلها في العام 1936، أي قبل أكثر من 80 عامًا، وهو ما يستدعي وقوف إدارة النادي الأهلي برئاسة الأخ المحترم خالد كانو ومراجعة أوضاع جهاز الكرة في هذه اللحظة الحرجة، كما على الجماهير ألا تبقى مُتفرجة على انهيار فريقها الكروي.

ارفعوا اللافتات واستفزوا اللاعبين وأزعجوا الإدارة حتى تثور وتنفعل، فلربما قرارات الانفعال وارتداداتها تكون أكثر نجاعة من القرارات المدروسة. على الأقل أشعرونا أن ثمة ناديًا اسمه الأهلي يمرض ولا يموت قبل أن نرثي الفريق الكروي الأول ونسقطه من قائمة اهتماماتنا إلى الأبد. كما حدث مع أندية أخرى كانت ضلعًا ثابتًا في دورياتها واندثرت من ذاكرتنا؛ لأنها لم تعد قادرة على المنافسة في المستطيل الأخضر الذي يشكّل واجهة الأندية الكبيرة سواء محليًّا أم عالميًّا؛ لأنها ببساطة شديدة اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .