العدد 3330
الأحد 26 نوفمبر 2017
banner
الكرة البحرينية ... بعد زحمة “الويك اند”
الأحد 26 نوفمبر 2017

كنت أقول: تعيش الكرة البحرينية حقبة تذكرنا بـ زمن الطيبين، قبل أن تسير حياتنا بإيقاع سريع على طرق وشوارع مليئة بالكاميرات المرورية ذات التكنولوجيا العالية!

قاطعني صديقي في منتصف الحديث، ودار بيننا جدل طويل في لقاء جمعنا أثناء الإجازة الأسبوعية القصيرة التي أصبح اسمها الرسمي ويك اند، وكان هذا النقاش:

الهواء.. كاف للكرة البحرينية!

صديقي: ما دخل الكرة البحرينية بالتكنولوجيا؟ إنها بعيدة عن التطور، وربطها بهذا العالم المُتقدم مثل ربط بالون في جناح سيارة الفورمولا 1 وهي تشق عباب الصحراء على الحلبة البحرينية بالصخير!

أجبته: حسنًا، وما دخل الفورمولا 1 في الموضوع؟ هذا عالم مثير ومتسارع، وإن الكرة البحرينية بطيئة جدا، ووضعها على مضمار السرعة مثل وضع سلحفاة على مضمار بطولة الرجل الحديدي، وهي الحدث الكبير الذي يسبب زحمة إعلامية خانقة على وسائل التواصل الاجتماعي في كل سنة وتتزايد شهرتها ويمتد خط سيرها على كامل شوارع البحرين الحيوية بالقرب من الناس جميعا.

صديقي: إذن، ما دخل كرة القدم البحرينية المُعتقة، ببطولة الرجل الحديدي؟ هذه مسابقة حديثة أصبحت تأخذ مداها واتساعها في كل مكان. أما الكرة البحرينية فمحافظة على عاداتها وتقاليدها، وإقحامها في بطولة الرجل الحديدي مثل إقحام مذيع تلفزيوني في نزال داخل قفص بطولات الفنون القتالية.

أجبته: نعم صحيح، وما دخل كرة القدم البحرينية بالفنون القتالية التي تنظم بطولاتها في المملكة باحترافية عالية وبشكل دوري؟ وللتو اختتمت بطولة العالم للفنون القتالية بنجاح كبير، أما كرة القدم البحرينية فهي مسكينة، هشة ولا تقوى على هذا الاختبار الصعب، وليس من المعقول وضع حصان قفز الحواجز في مضمار سباق للقدرة!

صديقي: وما دخلنا في سباقات القدرة التي تحظى بدعم غير محدود؟ كرة القدم تحظى بالهواء وهذا يكفيها!

التأهل بعد.. مونديال 2026

أجبته: جاوبت نفسك، وأي دعم تحتاجه كرة القدم غير الهواء؟ الكرة البحرينية مثل أي كرة.. مدورة من الخارج وفارغة من الداخل.. وهي قطعة جلد منفوخة بالهواء.

صديقي: صحيح صحيح، ولكن ما الذي كنت تنوي أن تقوله عن الكرة البحرينية دون أي تشبيهات لو سمحت؟ ما دخل هذه الأمور في الموضوع أصلا؟

أجبته، أتفق معك في بعض ما تقول، واقعا إن التطور الحاصل في هذه الرياضات التي ذكرناها رغم حداثتها في بلادنا لم ينعكس أبدا على كرة القدم التي يقول البعض إنها تحتضر.

صديقي: تحتضر! كيف؟ للتو فقط صعد المنتخب إلى نهائيات كأس آسيا. ألا تذكر أن التأهل لكأس آسيا يعتبر إنجازا قبل نسخة  2004 التي استضافتها الصين وصعدنا للربع نهائي؟

أجبته: أعلم، وأتذكر جيدا أننا لم نغب عن البطولة الآسيوية منذ ذلك الحين، ولكنني أتذكر أيضا أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رفع عدد المنتخبات المتأهلة لهذه البطولة من 16 إلى 24 وهذا ما أفسح لنا المجال للتأهل، مع أن المستوى الحالي لمنتخبنا لا يسمح له بالصعود لو كان عدد المنتخبات كما في السابق.

صديقي: هل تعني إذن أننا سنتأهل لكأس العالم في العام 2026 بعد رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم عدد المنتخبات من 32 إلى 48 مما يسهل عملية الصعود على المنتخبات الضعيفة؟

أجبته: بالتأكيد... هذا المتوقع، ولكنه غير مضمون في حال عدم وجود خطة من الآن. فقد بدأ لعاب المنتخبات الأخرى يسيل على البطاقات المضافة للمونديال.

صديقي: لماذا تراوغ وبدأت الحديث بالكاميرات والتكنولوجيا وهدفك الوحيد أن تقول إننا لن نتأهل لكأس العالم إلا بعد العام 2026 عندما بدأت الحديث؟

أجبته: لأن لاعبينا تائهون في فضاء السوشيل ميديا واتحادنا الكروي أصبحت لديه منصات إعلامية وموقع إلكتروني.. لكن حسافة على ضياع تلك السنين دون أن نعرف من التطور غير السناب شات و الانستغرام، أما بالنسبة لكرة القدم فلا غرابة في أن يقيل الاتحاد المدرب لو قرر سحب الهواتف من اللاعبين قبل المباريات!

روابط الأندية.. إلكترونية

صديقي: حسنا... إلى اللقاء، أنا ذاهب إلى تجمع الرابطة لمشاهدة مباريات الريال.

سألته: وهل أصبح لريال مدريد الإسباني رابطة مشجعين في البحرين؟

صديقي: نعم، وميلان ويوفنتوس وتشيلسي وغيرها من الأندية العالمية.

سألته، وماذا عن المحرق والأهلي والنجمة والرفاعين والمنامة... أليس لديها روابط؟

صديقي: نعم بالتأكيد لديها روابط ولكن إلكترونية، حتى يتسنى للجميع متابعة المباريات على وسائل التواصل الاجتماعي. هناك العديد من المواقع التي تبث مباريات الدوري البحريني وتحدّث النتيجة أولا بأول.

أجبته لأختم النقاش بعد أن غيرت وجهة نظري: لم أعد أعتقد أن الكرة البحرينية بعيدة عن التطور، خصوصا أن مشجعيها بدل أن يقتطعوا التذكرة أون لاين أصبحوا يشاهدون المباريات أون لاين دون وجع رأس وزحمة شوارع. صحيح.. من يريد الخروج إلى الشارع والذهاب إلى الملعب لمشاهدة أناس يتقاذفون كرة منفوخة بالهواء؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .