العدد 3333
الأربعاء 29 نوفمبر 2017
banner
ناصر بن حمد و”مونديال 2022”
الأربعاء 29 نوفمبر 2017

بعيدًا عن تأويلات نسمعها من قبل البعض حول تصريحات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لبرنامج صدى الملاعب الذي يقدمه المذيع المعروف مصطفى الآغا على قناة MBC، فإن الواقع يقول إن ممثل جلالة الملك الشخصي للأعمال الخيرية وعد البحرينيين صراحة بتواجد المنتخب الوطني لكرة القدم في كأس العالم المُزمع إقامته في قطر 2022.

وفي الحقيقة، إنه لتصريح شجاع وواعد؛ وهو ما كنا بحاجة إلى سماعه في الوقت الراهن ليعود لنا الأمل مُجددًا بعد شعورنا بالإحباط إثر استمرار التراجع المخيف في نتائج منتخبنا الوطني منذ إخفاقه في اجتياز الملحق المونديالي مرتين تواليًا في مونديال ألمانيا 2006 ومونديال جنوب إفريقيا 2010.

وبالنسبة لتلك المحاولتين المفجعتين، فالذاكرة لن تخون أحدًا منا في استرجاع التفاصيل، وما خلّفته من مشاعر الألم في قلوبنا الصغيرة التي لم تتحمل فشل الأحمر في اجتياز المنتخب الكاريبي ترينداد وتوباغو، وبعدها بذات الطريقة أمام المنتخب النيوزيلندي.

وهذا الشعور لم يغب عن سمو الشيخ ناصر، حيث وصف لحظة الترقب لبلوغ التأهل لكأس العالم بقوله إن هدفًا واحدًا في تلك المحاولة يعادل جميع الإنجازات الرياضية البحرينية، علمًا أن سموه أشاد بتسيّد البحرين ترتيب العرب في قائمة الأولمبياد الأخيرة بوصفه إنجازًا معتبرًا.

ولأن النتائج الحالية للمنتخب لم تعد واعدة كما السابق أيام طلال يوسف ومحمد سالمين وعلاء حبيل وسيد محمد عدنان وسلمان عيسى وغيرها من الأسماء الرنانة، فإن تصريح سمو الشيخ ناصر يعتبر واعداً، وواضحًا وليس بحاجة إلى أي تأويل، فهو يأتي بعد أيام قليلة فقط على تأهل المنتخب لكأس آسيا 2019 بصعوبة، رغم سهولة التصفيات بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 وإتاحة الفرصة لـ 8 منتخبات إضافية كان من بينها منتخبنا.

وهنا تكمن حسب اعتقادي أهمية تصريح سمو الشيخ ناصر بن حمد، حيث وعد بأن يتواجد منتخبنا في كأس العالم 2022 بإذن الله، رغم إدراكه أن هذا الاستحقاق لا يأتي بقرار وإنما بشرط صارم يتمثل في عبور التصفيات التي يتنافس فيها 46 منتخبًا في أكبر قارات العالم للحصول على أربع بطاقات ونصف فقط.

أما التأويلات التي تساءلت عن كيفية اللعب في بطولة تستضيفها قطر المُقاطعة من البحرين والسعودية والإمارات ومصر، أو تلك التحليلات التي تبين لأصحابها أن التصريح يعني إمكانية نقل مونديال 2022 من قطر إلى بلد آخر، فهي مسيسة وبعيدة عن الواقع، ذلك أن منتخبنا ليس متعطلاً عن اللعب في كأس العالم بسبب مقاطعة قطر، وإنما منذ أن انضم إلى الفيفا في العام 1966.

وعلى كل حال، يبقى أهم ما جاء في كلام سموه فيما يخص كرة القدم البحرينية هو التحدي الذي قطعه على نفسه بالتأهل لكأس العالم 2022 كونها البطولة التي لم تبدأ تصفياتها حتى الآن، بغض النظر عن ظروف ومكان استضافتها، وهذا ما يُهمنا ويعنينا لننشغل به ونحوّل هذا التحدي إلى فرصة للنجاح، من خلال العمل من الآن على دعم المنتخب الوطني وتصحيح أوضاع كرة القدم البحرينية، فلم يتبق الكثير من الوقت لإعداد المنتخب المونديالي ذلك أن التصفيات ستنطلق بعد عامين ونيف فقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .