لا تتشابه الإضاءات الكريمة في لقاءات أهل البحرين مع صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، ولا تتكرر إلا بالمزيد من التكريم والحفاوة والتوجيهات السامية من سموه إلى من يتشرف بحضور تلك اللقاءات سواء من المسؤولين أو من العوائل البحرينية الكريمة أو سائر المواطنين والضيوف، فهي كما النهر المتدفق بالمعاني رفيعة المقام.

وكم كانت كلمات سموه ومشاعره فياضة بالتقدير والاعتزاز والإجلال تفيض على جميع أفراد أسرته البحرينية في هذا الوطن الكريم، وكم كانت الأحاسيس والعبارات معطرة في استقباله يوم أمس الأحد لعائلة المرحوم العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ خلف آل عصفور رحمه الله، لمكانة الراحل وسيرته وعطائه وذكراه الطيبة التي وصفها سموه بأنها الروح العربية البحرينية الأصيلة بجهودها وعملها وتفانيها وما تحمله من خدمة للدين وللوطن، بنشر معاني الاعتدال والوسطية والتعايش، وهي السيرة التي تمتاز بأطيب الذكر وأعطر الفضل لتترسخ في نفوس أبناء البحرين، وهذا ما أشار إليه فضيلة الشيخ ناصر بن الشيخ أحمد آل عصفور بالتعبير عن أن ما ذكره سموه يمثل النهج الذي تسير عليه عائلة العلامة الراحل؛ ليبقى عطاؤه نبراسًا يستنار به، إذ أشاد سموه أيده الله بكل ما قدمه العلامة العصفور من علم وجهد وتفان وعمل مخلص صادق منذ أيام المغفور له بإذن الله تعالى سمو الوالد الشيخ سلمان، وتواصل ذلك العطاء في عهد سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ولهذا، فإن سمو رئيس الوزراء أفاض على العائلة بأن مجلسه هو مجلسهم وهي العبارة التي تختصر في سموه حين يصفه أهل البلد (أنتم الوطن والوطن أنتم)؛ عرفانًا وتشرفًا واعتزازًا بدور سموه في بناء البحرين الحديقة، وهو الوسام ذاته الذي يغدقه سموه على أسرته البحرينية المتحابة.. فالبحرين وطن الجميع والوطن يحتضنهم دون تمييز ولا تفرقة.

لقد تكررت عبارات سموه التي أضفت أجواء الخير ونسائم الحب وهو يؤكد أهمية تواصل العوائل البحرينية مع قيادة البلد الرشيدة ومع بعضهم البعض، فالأمور الطيبة التي منحها الله سبحانه وتعالى هي تلك المحبة الكبيرة بين أفراد أسرتها، وأيًا ما كانت الظروف، فهذه الأسرة قادرة على أن تحل أمورها وقضاياها وتعالجها دون تدخل من أي طرف، ولعل مصدر القوة هنا، هو رابط “حب البحرين” في قلوب كل أبنائها وحب قيادتها والالتفاف حولها، وهي من أعظم النعم، نحمد الله سبحانه وتعالى عليها، وأن تزدهر بلادنا وينمو فيها الخير وتمضي في مسيرة المستقبل بنهضة مباركة كريمة.