+A
A-

"الاستئناف" تُلغي حكم براءة موظف وتؤكد حبسه سنتين بعد طعن "النيابة"

ألغت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى، وبإجماع الآراء، حكمًا مستأنفًا من قبل النيابة العامة، كان يقضي ببراءة موظف "31 عامًا" من الاعتداء على مواطن بداخل مركز شرطة أم الحصم والتسبب بكسر أنفه ما يشكل عاهة مستديمة تقدر بنسبة 7%، وحكمت بقبول استئناف النيابة العامة شكلاً وفي الموضوع بمعاقبة المستأنف ضده -الموظف- بالحبس لمدة سنتين عما أسند إليه من اتهام.

وكانت النيابة العامة قد طعنت على هذا حكم محكمة أول درجة القاضي ببراءة المستأنف ضده مما نسب إليه، والتي بررت حكمها بتناقض أقوال المجني عليه وباقي الشهود وعدم كفاية الأدلة.

وكانت النيابة العامة وجهت للمستأنف ضده أنه بتاريخ ١٥/١١/٢٠١٣، اعتدى وآخر على سلامة جسم المجني عليه وقد أفضى ذلك الاعتداء إلى عاهة مستديمة في أنف المجني عليه دون أن يقصد إحداثها وذلك بأن ضربه بواسطة يده على وجهه وأنحاء متفرقة من جسده وأحدث به الاصابات الموصوفة بتقريره الطبي الشرعي.

وتعود التفاصيل حسب ما ورد بأوراق القضية إلى أن المجني عليه "32 عامًا" توجه في الساعة 1:30 فجرًا برفقة سيدة "43 عامًا" لأحد المطاعم بمنطقة العدلية، وهناك شاهد المُدان ومعه آخر يحتسيان المسكرات، فذهب إلى مكان جلوسهما في المطعم وسلّم على الآخر وصافحه، في حين لم يلقي اهتمامًا للمستأنف ضده، بسبب خلافات قديمة بينهما.

وعقب مغادرته وصديقته للمطعم توجها إلى أحد الفنادق بمنطقة أم الحصم، لكن ولعدم اطمئنانهم للوضع فيه غادرا المكان، إلا أنهما تفاجآ بسيارتين تلاحقهما يعترض قائدي السيارتين طريقهما، فما كان منه إلا أن قرر التوجه إلى مركز شرطة أم الحصم.

وبوصول المجني عليه لمركز الشرطة نزل من السيارة، وعندما كان يهم بالدخول للمركز لحق به المستأنف ضده وصديقه، حتى تمكنوا من الوصول إليه والتعدي عليه بالضرب في ساحة المركز، وعندما تمكن من الفرار من قبضتهما دخل لصالة استقبال المركز، فتبعوه إلى الداخل.

وهناك تلقى وجبةً من اللكمات على الظهر والوجه والأنف والأسنان، والتي تسببت بتعرضه لكسر في الأنف، وظلت الدماء تسيل من أنفه وفمه، فضلاً عن رضوض بأنحاء متفرقة من جسده، وكل ذلك كان على مرأى شرطيين كانا في المركز، حتى تمكن المعتديان من الفرار من المركز، مستغربًا من سبب إقدامهما على هذا الأمر وأنهما ومن طريقة الاعتداء عليه كان واضحًا أنهما يريدان إصابته بشدة.

وبسؤال المستأنف ضده أكّد صحة جزء من رواية المجني عليه، بشأن واقعة المصافحة والسلام، إلا أنه أنكر واعتصم بالإنكار أمام المحكمة بأن يكون قد اعتدى على المجني عليه، موضحًا لم يكن حاضرًا منذ بداية الخلاف إذ أنه غادر المطعم للحظات وعند عودته لاحظ أن صديقه "متنرفز" وبينه وبين المجني عليه سوء تفاهم، حال كونه وصديقه في حالة سكر إلا أنهما في كامل وعيهما.

وبعد ركوبهما لسيارتيهما طلب منه صديقه التوجه لمركز الشرطة، ولم يعرف السبب، مبينًا أنه حاول خلال تواجدهم في المركز إبعاد صديقه عن المجني عليه خلال العراك الذي حصل بينهما بداخله، مضيفًا أن مسؤول المركز كان يضرب صديقه خلال العراك.

وبعد التحقيق معه أخلي سبيله من قبل النيابة العامة بكفالة مالية مقدارها 150 دينارًا.

من جهةٍ أخرى قال الشرطي مسؤول المركز في نوبة الفجر، أنه تفاجأ بحوالي الساعة 3:00 فجرًا بأصوات صراخ صادرة من ساحة المركز، وهناك شاهد المُدان واقفًا بالقرب من مكان الواقعة، والمجني عليه يلوذ بالفرار من قبضة صديق المستأنف ضده، والذي لحق به حتى صالة الاستقبال وواصل الاعتداء عليه، في حين كان المجني عليه يستغيث ويستنجد به.

وأفاد الشرطي أنه لم يتمكن من فك الشجار إلا بمساعدة من المُدان، والذي هرب برفقة صديقه عندما كان يبلغ حول الواقعة أقرب دورية أمنية للمركز بالحضور لإعانته على السيطرة على الوضع كون أن المركز لا يوجد فيه سواه والشرطي حارس البوابة الرئيسية بذلك الوقت، وأثناء ذلك لاذ المستأنف ضده وصديقه بالفرار من الموقع.

وثبت بتقرير الطبيب الشرعي الخاص بالمجني عليه أن أصابته تتمثل في انحراف في الحاجز الأنفي وضيق في مجرى الهواء بالأنف وهو ما يعد عاهة مستديمة تقدر نسبتها بـ 7% فقط.